ان ذكرى ولادة النبي الاكرم محمد بن عبد الله (ص) تمثل منطلقا وحافزا آخر لتكريس المحبة والتعايش والتعاون بين العراقيين بمختلف مكوناتهم ومذاهبهم واديانهم وقومياتهم ، حيث ان الرسول الاكرم ومن قبله كل الانبياء والرسل والصلحاء انما بعثهم الله تعالى لإرساء هذه المحبة والمودة والرحمة بين كافة البشر فما بالك نحن العراقيون مهبط ومرقد الانبياء والأولياء والصالحين " وما أرسلناك الا رحمة للعالمين " .
وفيما تختلف المذاهب الاسلامية بتاريخ مولد النبي الاكرم فهذا أمر طبيعي جدا بعد مرور هذه الفترة الطويلة من تلك المناسبة الشريفة ، ومن هنا كان اسبوع المودة والمحبة ليكون فرصة طيبة لتعزيز الاواصر القوية اساسا بين العراقيين وهذا الامر يتضح يوما بعد يوم من خلال اللقاءات والمشتركات العديدة بين ابناء الشعب العراقي ومكوناته خصوصا بين السنة والشيعة ، وما رأيناه في جبهات القتال ضد عصابات داعش من مشاركة العشائر السنية والحشد الشعبي الى جانب القوات الامنية وهم يتصدون للعدوان الداعشي ويحققون الانتصارات المتتالية ، اضافة الى اللقاءات المستمرة بين المسؤولين السياسيين والدينيين السنة والشيعة وتأكيدهم على الوحدة الوطنية وعلى الهم العراقي المشترك ، فضلا عن الزيارات المتبادلة بين وجهاء وشيوخ العشائر الشيعية والسنية ( ونحن ندعو للمزيد من الللقاءات المتبادلة ) ، كل ذلك يؤكد توحد الموقف العراقي ووحدة الدم العراقي والتراب العراقي رغم كل المحاولات الخبيثة لإضعاف هذا النسيج المترابط واللحمة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد .
كما لا يفوتني ان أذكر المواقف المشرفة لصمام امن العراق وهي المرجعية الدينية في النجف الاشرف التي ما فتأت تنادي بوحدة الصف في كل المناسبات ، ومن خلال استقبالها للمسؤولين من كل الطوائف العراقية ، وكان آخر ما دعت اليه وبقوة هو عدم التعرض للأبرياء من الاخوة السنة في المناطق المحررة ولا لمنازلهم او املاكهم وقالت عنه انه محرم شرعا وذلك مخافة قيام البعض من النفوس الضعيفة بانتهاك هذه البيوت وسرقة الممتلكات .
ان ذكرى المولد النبوي الشريف ستكون بعون الله وحدة ونصرا وتعاونا عراقيا في جميع المجالات التي تخدم الوطن وتعزز نقاط الالتقاء الكثيرة والكثيرة جدا في الجانب العقائدي لكل المذاهب الاسلامية وان نقاط الاختلاف ستظل محدودة جدا ولا تشكل شيئا يمكن للأعداء ان يخترقوا اللحمة الوطنية القوية باذن الله تعالى .
https://telegram.me/buratha