المقالات

بين التوحد الكردي والإصطفاف السني- التحالف الوطني الى أين؟

1512 01:27:37 2015-02-06

يختلف علماء الإجتماع السياسي في تعريفهم لمعنى المؤسسات, فمنهم من ينطلق في تعريفها من منطلق اجتماعي سوسيولوجي, ومنهم من ينطلق في تعريفها من منطلق سياسي, ومنهم من ينطلق في تعريفها من منطلق ديني أو قيمي؛ ومنهم من يجمع كل هذه التوصيفات, ساعيا في صهرها في اطار واحد, تنظيمي منتظم يسمى : المؤسسة.

التحالف الوطني بإعتباره مؤسسة سياسية كبيرة, تحوي في داخلها اطراف وتيارات, ذات أدوار مختلفة شكلا, متفقة مضموناً, إنبثق في أساسه من تشكيلة متنوعة من الأسس , برزت من خلال تعدد في الأهداف والغايات, فهو يمثل في قاعه القيمي, منظومة ذات بعد اجتماعي ديني, حيث تمثلت فيه الطائفة الأكبر في العراق, ومن ناحية ثانية, يمثل هوية يراد لها أن تكون جامعا للشكل الوطني العراقي, ببعده القومي والإثني والديني- الطائفي, وفي جانب منه يمثل المنظومة الإدارية السياسية, التي تحاول مأسسة العملية السياسية, بشكل وظيفي منسجم مع التحديات التي تعصف بالبلد, من خلال توحيد وتقريب الرؤى والأفكار والأشخاص؛ وتوحيد المختلف هذا, يحتاج إلى امكانيات احتوائية واستيعابية, وقدرة على التعامل مع تعدد الخطاب الديني المذهبي القومي خارج نطاق التحالف, وتصديره بشكله الوطني الموحد, الذي تنتهي فيه نهاياته وحوافه الغير منتظمة, بشكل يمثل انسجاما وإيقاعا ثابتا للكل المختلف.

لقد ثبت خلال السنين العشر الأخيرة, أن بلدا كالعراق, لا يمكن أن يستقر فيه حكم سياسي, إلا بوجود مؤسسات سياسية قوية, يتفق داخلها المختلفين السياسيين, وتتوحد رؤاهم وأهدافهم , وتتفق اراداتهم على أدوات متماثلة للعمل السياسي, وهذا ما أدركته أغلب القوى السياسية, لذا نجد أن هناك تحركات حثيثة من أجل تكوين مؤسسة سنية قوية, تكبح جماح المراهقة السياسية لبعض السياسيين السنة, كما كان هناك عملية توحيد للمواقف الكردية, في مؤسسة البيت الكردي, التي نجحت خلال سنين طويلة, من اجتياز الكثير من الأزمات والمشاكل, بفضل قوة البيت المؤسسي الذي تنضوي تحته. 

عندما يكون الحديث عن مؤسسة سياسية كبيرة, تمثل في داخلها أطراف مكون كبير, فإن هذا سيكون مدعاة لنا, أن نحسب حساب الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية؛ فالأطراف الداخلية الفاعلة في البلد , والتي تمثل المكونات السياسية الأخرى خارج إطار التحالف الوطني, والمرجعيات الدينية والروحية, ومؤسسات المجتمع المدني, تتفق كل هذه الأطراف, على ضرورة أن يكون التحالف الوطني, مؤسسة تنتج خطابا سياسي علائقيا معتدلا, يقرب الرؤى ويوحد المواقف, وينهض بهذا البلد؛ وأن شخصية السيد عمار الحكيم, وبإتفاق كل الأطراف , تمثل خير ممثل للخطاب المعتدل اللامتشنج, والمبتعد في اغلبه عن التطرفية السياسية والدينية- المذهبية.

لا نستطيع ان نوقف عجلة سير العملية السياسية, من أجل التقاتل على المناصب, ولكن ما يراه عدد من المراقبين, أن السيد الحكيم لم يكن يوما راغبا في منصب, فنحن نعلم جيدا, أن رجلا كعمار الحكيم, بمشروعه الإصلاحي اللادموي البعيد عن لغة الأزمات , إذا أراد أن يكون في منصبٍ ما, فهذا يعني وضعه تحت مرمى نيران ومدافع قصف المأزومين والفاشلين من المنتفعين من المتاجرين بدماء أبناء هذا البلد, من جماعة : سقوط الموصل, وشهداء سبا يكر_ أنموذجين !

*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك