نتيجة اللقاء والتحالف الذي تم عام 1744 بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والامير محمد بن سعود قامت على اساسه الدولة السعودية الوهابية الاولى والتي يمثل جانبها السياسي والعسكري قبيلة آل سعود وأحفادهم، ويمثل جانبها الديني الشيخ محمد ابن عبد الوهاب، وسلالته الذين يُعرفون الآن ببيت (الشيخ) او (آل شيخ)، والتي تتركز تعاليمهم على افكار وآراء الشيخ ابن تيمية. حيث تقسم هذه الافكار العالم الى قسمين لا ثالث لهما: موحدون ومشركون. ومن هنا جاءت تسمية (الموحدون) التي اطلقت على اتباع الوهابية الذين يكفرون جميع مخالفيهم بدون استثناء .
وكانت افكار ونشاط الحركة الوهابية محصورة في البداية في شبه الجزيرة العربية حتى نهاية النصف الاول من القرن العشرين.
الا انه بعد اكتشاف البترول في شبه الجزبرة العربية خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وارتفاع اسعاره بصورة كبيرة في السبعينيات، تحولت دول الخليج من دول فقيرة معدمة الى دول غنية ولديها فائض مالي كبير، حيث خصصت قسما منه لنشر الفكر الوهابي التكفيري، خاصة المملكة السعودية وقطر اللذان يعتنقان هذا الفكر، والذي يعتبر المذهب الرسمي لهما. حيث قامت الحكومة السعودية ومشايخ الوهابية والتجار الاغنياء بإقامة مئات، بل آلاف المساجد والمدارس والمعاهد الدينية في الاقطار الفقيرة مثل باكستان وافغانستان واندونوسيا وبنغلادش وغيرها من دول اسيا وأفريقيا الفقيرة , وترسل لهذه المساجد والمدارس والمعاهد الكتب والمجلدات الانيقة المختلفة التي تحوي كلها افكار وأراء ابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب وغيرهم من المتشددين التكفيريين. بالإضافة الى ذلك كله وهو الاهم، ارسال شيوخ ومدرسين ومختصين في الفكر الوهابي لهذه المؤسسات الدينية لنشر الفكر التكفيري.
وكذلك تقوم باستقدام واستضافة الآلاف من الشباب وخاصة العاطلين عن العمل من مختلف دول العالم الى السعودية وبعض دول الخليج لغرض الدراسة في مدارسها ومعاهدها الدينية وعلى نفقتهم الخاصة من مسكن وطعام وملبس ومصارف اخرى ليعود هؤلاء بعد ذلك الى بلدانهم وهم محملين بالفكر الارهابي التكفيري ليقوموا بنشره في بلدانهم .
وتقوم السفارات السعودية وبعض دول الخليج في الخارج بتوزيع آلاف النسخ من مجلدات ابن تيمية وغيره من شيوخ الوهابية مجانا على مواطني هذه الدول لنشر هذا الفكر التكفيري المتطرف.
وفي جميع الدول الاوربية وقارتي امريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية تم تشييد مئات المساجد بتمويل من دول الخليج الغنية وإرسال الآلاف من الائمة والمشايخ الوهابيين لهذه المساجد لكي ينشروا ويزرعوا ثقافة الحقد والبغضاء والتكفير والكراهية ضد الآخرين الذين يختلفون معهم في الدين والمذهب، مستغلين فسحة الحرية والديمقراطية الموجودة في هذه الدول.
والخلاصة :
ان جميع الحركات والتنظيمات الاسلامية المتطرفة المنتشرة في جميع انحاء العالم والتي تقوم بالاعمال الاجرامية الوحشية من قتل وذبح وتفجير والقيام بالعمليات الانتحارية التي يروح ضحيتها الآلاف من الضحايا الذين اغلبهم لا ناقة لهم ولا جمل، لا في السياسة ولا في الاختلافات الدينية والمذهبية والاثنية وكذلك عمليات التهجير الجماعية للمواطنين من اماكن سكناهم الاصلية , كل هذه الاعمال ما هي إلا نتيجة حتمية للأفكار والآراء والفتاوى التكفيرية المتشددة للمدرسة الوهابية التكفيرية والتي تعتمد على اراء وافكار وتعاليم ابن تيمية، والتي يتم تدريسها في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية وحتى الجامعية في المملكة السعودبة وقطر وبعض دول الخليج .
ومن كل ما تقدم، نفهم أن مصدر جميع هذه الاعمال الاجرامية الارهابية الوحشية هو الفكر الوهابي والتي تغذيه فكريا وماديا واعلاميا حكومات ومشايخ وتجار دول الخليج النفطية وعلى رأسها المملكة السعودية , ولن يتم القضاء على الارهاب في العالم اطلاقا ومهما فعلت الدول والحكومات والكتاب والمثقفين الا بتجفيف مصادر ومنابع هذا الفكر التكفيري في هذه الدول بالضغط عليها وإجبارها على ذلك بكافة الطرق والأساليب وفضح وتفنيد افكارهم الاجرامية الوحشية المتخلفة.
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha