الكثير من معطيات تطور الأحداث العسكرية على أرض المواجهة مع قوى الكفر والظلام (داعش)، تؤكد إن الأمور متجه نحو تحقيق مجاهدي الحشد الشعبي وقواتنا البطلة انتصارا يكسر شوكة هذه القوى الظلامية ويحد بصورة كبيرة من إمكانياتها وينهي أحلامها بإنشاء دولة القتل والذبح وانتهاك الأعراض باسم الإسلام.
ومن أهم النتائج التي تحققت وستتحقق بسبب هذه الانتصارات هو إيجاد حالة من التشظي داخل أوساط (داعش) والأوساط الاجتماعية والمناطقية التي كانت تعتبر حاضنة لها وبيئة خصبة لنمو خلاياها وتكاثرها. ولكن مع هذا كله، فان لغة التاريخ تحدثنا إن الحروب مهما طالت وأخذت وقتها ورجالها فأنها في لحظة ما ستنتهي وستضع أوزارها.
وبالتأكيد سيرافق نهاية حربنا مع (داعش) عنوان كبير عنوانه (المصالحة الوطنية) وهذا العنوان من الآن بدأ العمل عليه في الكثير من العواصم الغربية والعربية وحتى داخل بعض الأوساط العراقية، الهدف الأساسي منه هو إيجاد مخرج للسنة العرب وفتح باب لهم ليكونوا عنصر ايجابي حقيقي في بناء الدولة العراقية الجديدة، وان لا تبقى مناطقهم حاضنة وبيئة خصبة لتكاثر (داعش) والفكر الإرهابي المتطرف.
ومع اننا لسنا ضد (التصالح)، ولكن يجب أن تكون (المصالحة) هذه المرة بقواعد جديدة، وبلغة مختلفة عن حديث المصالحات التي كنا نسمع عنه بالسنوات العشرة الماضية. فكنا سابقا نسمع فقط عن حقوق المهمشين والمطالبة بإصدار العفو عن المجرمين، وإلغاء اجتثاث البعثيين، وإيقاف ما يصفوه بانتهاكات الشيعة لأبناء المنطقة الغربية وشمال بغداد.
أي إن ما يعرف بـ(المصالحة) كانت تتحدث فقط عن امتيازات للإخوة السنة العرب، والتزامات على الشيعة، وكأن الشيعة خلال السنوات العشرة الماضية لم يقتلوا ولم يذبحوا ولم تنتهك حقوقهم وترتكب بحقهم أبشع الجرائم. ولهذا، فلغة المصالحة إن كانت تريد أن تحدث غدا، يجب أن تكتب بحروف واضحة أساسها إن للجميع حقوق وعلى الجميع التزامات، ولهذا فان التحالف الوطني (وهو الواجهة السياسية لشيعة العراق) مطالب من ألان بإعداد وكتابة ورقة بحقوق الأغلبية، تحوي على التزامات واضحة وصريحة يجب أن ينفذها شركائنا في الوطن قبل أن يطالبوا أو يتحدثوا عن أي حقوق يجب أن تعطى لهم.
وبصراحة كبيرة وواضحة، سياسة أن تأخذ حقوقك في يد، وتذبحني في اليد الأخرى يجب أن تنتهي، ولا يمكن أن يُسمح بعودتها مجددا مهما كانت النتائج.
https://telegram.me/buratha