عُرف عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حينما جاء من ردهات المؤسسة العسكرية سرعة اقتناصه للفرص المتاحة، والتي تزيد من رصيده الشخصي، وتعزز حضوره وهيمنته في المؤسسة العسكرية الحاكمة من وراء ستار في مصر منذ عقود طويلة! ورغم انه كان وزيراً للدفاع في حكومة الاخوان المسلمين، لكنه انقلب عليها، و"تزعّم" النظام المصري في ظل غياب البدائل، وبعد ان استطاع بسهوله تمرير شعارات "الانقاذ" على المصريين، كما صوّرته جوقته الإعلامية على انه "المنقذ" الذي طال انتظاره في ظل وضع داخلي يغلي بالاحتقان، ووضع إقليمي شائك هو الآخر! فتدفقت الوعود الوردية من السيسي، والتي أدخلت الطمأنينة (وإن آنياً) الى قلوب المصريين المنعتقين من كهوف حكم الاخوان! واستطاع الرئيس الجديد ببساطة غير معهودة أن يشد المصريين الى هذه الوعود (وجلّها لم يتحقق منه شيء كما أثبت الواقع) لسببين؛ الأول لأنها (الوعود) جرعات مجانية قابلة للتسويف والتمييع، ولكن الشعب المصري يحتاجها (بما انها وعود) للانتقال من فوضى الحُكم التي أوجدها تسلط الأخوان، والثاني إرعاب السيسي للمصريين بـ"بعبع" الإخوان والجماعات التكفيرية، فمهّد الطريق الى القبول به وبنظامه كأمر واقع!
يحاول الرئيس السيسي مدعوماً من المؤسسة العسكرية وقبضتها الحديدية المهيمنة على كل مفاصل الدولة، أن يظهر بمظهر "البطل القومي" بعد أن توهم أنه استطاع أن يسوّق شخصه بأنه "منقذ" مصر والمصريين من جحيم حكم الاخوان! وغرق هو ومؤسسته العسكرية في وهمٍ آخر حينما تصور ان بإمكانه خداع الرأي العام العربي بمسوغات واهية وخطاب مهلهل وممجوج تحت يافطة "الأمن القومي العربي"! وتمدد هذا الوهم لدى السيسي بحيث تصور انه وبمجرد أن يأمر بمشاركة الجيش المصري في عدوان "عاصفة الحزم" سيتم تتويجه تلقائياً "بطلاً عربياً" أو "شرطياً للمنطقة"! ومن ثم يحجز له ولمؤسسته العسكرية المأزومة داخلياً (بفعل الارهاب التكفيري والأزمة الاقتصادية مع انعدام الحلول) مكاناً تحت شمس المنطقة، والذي كانت مصر قد غادرته منذ عقود! غير ان الواقع يُسفّه هذا الوهم بشدة، اذ لا تحمل المشاركة المصرية ضمن 10 جيوش تساهم في ضرب قوات الحوثيين (وهي فصيل يمني محلي) أية مؤشرات على بطولة ما أو اقتدار عسكري (سوى في بيانات الجيش السعودي)! بل على العكس، أفصح ذلك عن صبيانية في القرارات العسكرية، وإفراط مشين في استخدام القوة واستعراضها في ظل عدم وجود تكافؤ يُذكر في القوى إزاء من يستهدفهم العدوان، وكشف بدوره عن ان تلك الجيوش لا تمثل إرادة شعوبها، انما أغلبها جيوش للإيجار لمن يدفع لها، وكان التسديد هذه المرة بالبترودولار الخليجي! اذ استهدفت مقاتلات هذه الجيوش المدنيين والبنية التحتية لشعب منهك اقتصادياً من الأساس، وبلد يترنح على حافة الانهيار!
ان مليارات الدولارات التي ضختها السعودية والإمارات والكويت -ولا زالت- لنظام السيسي منذ استحواذه على السلطة يمكن اعتبارها الدماء التي تضخ الحياة في جسد الحكم العسكري القائم، فقد صرح مؤخراً وزير الاستثمار المصري أشرف سلمان بأن "مصر تلقت 23 مليار دولار من الكويت والسعودية والإمارات على مدى 18 شهرا الماضية"! ومن الواضح انه لولا هذا الدعم لسقطت كل مقومات الدولة المصرية بعد أحداث 30 يونيو 2013 والتي أطاحت بالرئيس الاخواني محمد مرسي! لذا فالسيسي ونظامه مدينان لهذا الدعم بالكثير من استحقاقات "ردّ الجميل"، والتي منها مسارعة إعلان النظام المصري مشاركته في العدوان الأخير على اليمن، هذه المشاركة التي جاءت أيضاً كتعويض تنشده المؤسسة العسكرية المصرية بعد أن خسرت زخمها والكثير من أوراق التأثير في المعادلات الإقليمية في العقود الأخيرة، وهي القابضة على الحكم في مصر منذ تسلم "الضباط الأحرار" حكم مصر عام 1952 بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. كما تحاول ذات المؤسسة اليوم استعادة بعض من أوراق التأثير تلك بأي ثمن! حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المصريين وأمنهم ولقمة عيشهم، بزجهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، أو على حساب ضرب الأمن الإقليمي (المتباكى عليه) وتأجيج الصراعات المذهبية، وتعقيد الأزمات أكثر مما هي عليه الآن، ليصب الوضع بالتالي في مصلحة الارهاب التكفيري الذي يعتاش على الأزمات القائمة! كما يهدف نظام السيسي الى توجيه الداخل المصري المتأزم وشدّه نحو "الخطر الخارجي" المصطنع، وهو أسلوب معروف دأب الدكتاتوريون عليه لإحكام القبضة الداخلية، وذات النهج أدمن عليه صدام من قبل في حروبه الكارثية، وهو بالضبط ما تقوم به الحكومة السعودية حالياً (من خلال شن العدوان على اليمن) لاستشعارها الأخطار الداخلية، وتأهبها واستنفارها الدائمين!
ولو سُئل أي مصري اليوم يحمل ولو نزراً يسيراً من الوعي عن رأيه في انجرار الجيش المصري وقيادته خلف نزوات ومغامرات "طويل العمر" السعودي، سيأتي الجواب بأنها ليست حربنا، وان محاربة الارهاب في سيناء والقاهرة وباقي المدن المصرية أولى من أي مغامرة كارثية خارج الحدود. وهذا ما يطفح على سطح النقاش الدائر في الشارع المصري (اذا استثنينا طبعاً جوقة الإعلام الذي يدار من أزلام السيسي)! وفي هذا السياق، يتفهم المواطن المصري تماماً أن تُغير المقاتلات المصرية على مجاميع الارهابيين فوق الحدود الليبية المشتركة مع لمصر، بعدما استهدف الإرهابيون الرعايا المصريين في ليبيا، ولكن شتان بين هذا التحرك، وبين المشاركة في العدوان على الشعب اليمني "بدون مقدمات" لمجرد أن "طويل العمر" السعودي قد رغب بذلك، فكانت "لبيك" السيسي أسرع من البرق!
* * *
اذا كانت للسعودية أجنداتها ودوافعها المذهبية في شن عدوان "عاصفة الحزم" على الشعب اليمني، وهي لم تخفِ ذلك هذه المرة (حتى إمام الحرم المكي يطلق عليها حرباً مذهبية)، في محاولة لتصوير أزمات المنطقة بما فيها حروب الارهاب التكفيري على انها نتاج صراع بين السنّة (وكأن السعودية تمثلهم) وبين الشيعة (وتصوير إيران على انها تتزعمهم)، فإن أنظمة إقليمية كثيرة، وأخرى دولية أيضاً، قد استفادت الى حدّ كبير من تشكّل هذا التصور السقيم لأزمات المنطقة، كما تسوّقه الماكينة الإعلامية البترودولارية وتلك التي تدور في فلك أميركا وحلفائها الأوربيين. أما أبرز من وظفوا ورقة "الحرب المذهبية" بالقولبة السعودية المنتجة لعدوانها على اليمن هو الرئيس السيسي ونظامه العسكري، وذلك لأسباب كثيرة؛ أبرزها سهولة توظيف البعد المذهبي في تحقيق بعض مآرب النظام في مغازلة التكفيريين في مصر ومعهم الإخوان المسلمين للالتقاء معاً على دحر "القوى الشيعية" في المنطقة، وتحطيم "الهلال الشيعي" المزعوم! كما يهدف السيسي الى التملق للمؤسسة الوهابية المتنفذة في الخليج، وضمان ضوئها الأخضر في استمرار تدفق مليارات الدولارات الى حسابات المؤسسة العسكرية التي يترأسها، والتي تتحكم في موارد صرف تلك المليارات دون مراقبة نيابية أو مساءلة ما! ويندرج ضمن الأسباب المشار اليها أيضاً؛ سعي السيسي الى تحجيم الدور الإيراني المتعاظم في المنطقة، والذي يرى فيه تمدداً يأتي على حساب الدور المصري المضمحل بفعل عوامل شتى، والسيسي يدرك هنا تماماً ان إيران تتصرف كدولة عظمى في المنطقة بقوة الأمر الواقع، خصوصاً بعد المباحثات الماراثونية للدول الكبرى معها بشأن برنامجها النووي!
وفي جانب آخر من توظيف السيسي للبُعد المذهبي، محاولته ترميم الجسور المتصدعة بين نظامه ونظام أردوغان بفعل الإطاحة بالإخوان الذين كانوا يتحركون في فلك السلطنة الأردوغانية. ويعلم السيسي تماماً انه لا يراهن على ذلك من فراغ؛ بل لإدراكه ان أردوغان يتبنى الورقة المذهبية أيضاً، وتشكل في طبيعتها مناسبة جيدة للالتقاء، وانها يمكن أن تجمعهما بسلاسة معاً ضد إيران الشيعية، وهذا التقارب يعوّل عليه السيسي بأن يخفف من حدة التضاد القائم في ملفات عديدة بين النظامين المصري والتركي، وربما ينعكس ذلك إيجاباً على الوضع الداخلي المصري، بواقع ان الاخوان يمكن كبح جماحهم بإيعاز من ولي نعمتهم من " الأسِتانة"!
كما يدرك السيسي أيضاً بأن الورقة المذهبية التي تبناها عملياً في "عاصفة الحزم" والموجهة ضد الشيعة جهاراً، تصبح سهلة التداول بعد أن انبطح الأزهر لإرادة النظام العسكري اولاً، ولإملاءات المؤسسة الوهابية ثانياً، فكان (الأزهر) السبّاق الى القفز في القطار المذهبي، وترجم ذلك مؤخراً عبر مواقفه المشينة الموجهة ضد المسلمين الشيعة بحجج واهية وتسطيح قسري للحقائق! وقد أفصح بإيجاز عن ذلك المحلل السياسي المصري المعروف "إبراهيم عيسى" بقوله: "أن الأزهر مخترق من الفكر الوهابي ولا أمل منه"! في المقابل يدرك السيسي أيضاً بأن الثمن الذي عليه أن يسدده مقابل تلك المليارات من الدولارات المتدفقة عليه من الخليج بأن يُشكل مع مؤسسته العسكرية الهراوة الغليظة التي تستقوي بها السعودية والدول الخليجية بوجه إيران (الدولة العظمى في المنطقة)! وسيجلب ذلك بالضرورة "ارتياحاً" اسرائيلياً، حيث سيرى الإسرائيليون في السيسي "صديقاً" لا يألو جهداً في إضعاف (عدوهم اللدود) اللاعب الإيراني! ناهيك بأن ذلك يمهد "لإعادة الدفء" الى العلاقات بين القاهرة وواشنطن، وليكن العربون مناصبة العداء لإيران من أوسع الأبواب، وخير مؤشر على الغزل المصري - الأميركي، هو إعلان الرئيس أوباما "رفع قرار تجميد شحن الأسلحة الثقيلة إلى مصر" بعد المشاركة المصرية "الفاعلة" في "عاصفة الحزم"! وهذا الواقع يقلق الكثير من المحللين الاستراتيجيين المصريين، ومنهم اللواء نبيل فؤاد أستاذ العلوم الاستراتيجية، اذ يشير الى المسعى الأميركي في توريط مصر وجيشها قائلاً: "ما أخشاه هو أن تكون أميركا تحاول جر الجيش المصري، الجيش الوحيد المتماسك على حدود إسرائيل إلى ورطة في اليمن"! وكان قد أشار أيضاً الى "توريط" وإنهاك الجيشين العراقي والسوري في حروب الارهاب التكفيري كي تَقرَّ عينا اسرائيل!
لقد بالغ السيسي وعبر تصريحاته المتتالية منذ مشاركته في عدوان "عاصفة الحزم" بتطعيم مواقفه بـ"البُعد القومي العربي"، وتوضح هذا في بيانه الأول إبان بدء العمليات بتبريره لانخراط الجيش المصري في العدوان بأن المشاركة جاءت "انطلاقاً من مقتضيات مسؤولية مصر تجاه الحفاظ على الأمن القومي العربي"! وفي ذلك محاولة ركيكة للإعادة الى الأذهان الدور المصري المؤثر إبان قيادة الرئيس الراحل عبد الناصر، وهذه المقاربة القسرية والمشوهة في المواقف تحمل في طياتها تناقضاً صارخاً، اذ هناك طرفي نقيض -مثلاً- بين التدخل المصري في أحداث اليمن عام 1962 بزعامة عبد الناصر آنذاك، وموقفه الشديد نحو القيادة السعودية وملكها واتهامه بالعمالة لأميركا وبريطانيا، والعمل بالضد من مصالح الأمة من جهة، ومن جهة أخرى موقف السيسي اليوم، الذي هو أقرب الى التواطؤ مع الملك السعودي، بل والانقياد الواضح لأجندات السعودية وهوسها في الهيمنة واختلاق الأزمات تلو الأخرى، ولا يخفى بالطبع دورها في إشعال الحريقين السوري والعراقي، والتآمر لضرب المقاومة الوطنية في لبنان، بل وكانت للأمس القريب الداعمة لطغيان الاخوان في مصر!
فأية مواقف قومية يمكن أن يتبجح بها السيسي، وهو الذي لم يساند لا الشعب السوري في المحرقة القائمة، ولا الشعب العراقي في معركته ضد الارهاب التكفيري، ولا الشعب البحريني الذي يكابد القمع والارهاب الرسمي بمساندة الأمن السعودي، ولا تطلعات الشعب اليمني التواق الى الخلاص من ربقة التدخلات السعودية المستمرة والتي تعبث بأمنه واستقراره وحق تقرير مصيره؟! والأنكى ان السيسي ونظامه لم يشغل نضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة أي حيّز في شعاراتهما القومية، ناهيك عن انعدام أية خطوات عملية! فلماذا لم يتحرك مثلاً لتشكيل "قوة عربية مشتركة" حينما كانت غزة تطحنها القوة الإسرائيلية الغاشمة في عدوانها العام المنصرم؟!
* * *
ان المشاركة العسكرية المصرية في "عاصفة الحزم" جاءت ضد تطلعات الشعب المصري الغارق في شتى صنوف الأزمات، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية، اذ ذكر تقرير رسمي مصري مؤخراً بأن "العجز فى مصر وصل إلى تريليون و700 مليار جنيه مصري"! كل ذلك يحصل في ظل انسداد آفاق الحلول الناجعة، وتنامي الارهاب التكفيري، والذي لم تستطع المؤسسة العسكرية الحدّ من أنشطته المتزايدة. كما ان المصريين لم يلمسوا من النظام القائم أي تنفيذ للوعود الوردية التي أغدقها عليهم منذ استلام السلطة، أما رموز التيارات الوطنية التي قادت عملية التغيير ضد نظام مبارك المشؤوم وضحّت من أجل ذلك، فهي اليوم مقصيّة؛ بل وأغلبها مطارد من قبل الأجهزة الأمنية أو ممنوعة من السفر وممارسة الأنشطة السياسية، والكثير منها تم تلفيق تهم مفبركة لها وألقى بها القضاء خلف القضبان، في المقابل شهد المصريون عودة مشؤومة لنظام مبارك ورموزه وفلوله، وتمت تبرئة مبارك ونجليه من تهم خطيرة كثيرة، وغالبية رموز نظامه كوزير داخليته إبان الأحداث الدموية المجرم "حبيب العادلي"، وقد حصل ذلك نتيجة لأكبر "مهزلة قضائية" شهدها تاريخ مصر الحديث كما وصفها خبراء! كل ذلك كشف للمصريين بأن السيسي هو امتداد لمدرسة مبارك، وهو مشروع ديكتاتور اغتصب السلطة وجيّرها هو ومؤسسته العسكرية لخدمة مآربهما، وانه استطاع أن يقطف بدهاء في لحظة حاسمة ثمار نضال المصريين وتضحياتهم لعقود طويلة، وها هو اليوم يورطهم في أتون صراعات مدمرة ومحاور إقليمية مشبوهة! ولم يستشرهم في ارسال فلذات أكبادهم لمحاربة أشقاء لهم آمنين لا يهددون مصر و"أمنها القومي" لا من قريب ولا من بعيد، مثلما يزعم السيسي ونظامه، وحتى ذريعة تهديد الملاحة في مضيق "باب المندب" كما يروّج لها النظام المصري، هي ذريعة متهافتة، بواقع ان الحوثيين لم يهددوا يوماً لا قولاً ولا عملاً ذلك المضيق، بل والكل يعلم ان من هدّد الملاحة فيه لوقت قريب هم القراصنة الصوماليين، فأين كانت حميّة السيسي على "الأمن القومي العربي" وحرصه على "مصالح مصر الحيوية" آنذاك؟!
لقد بات واضحاً بجلاء بعد عدوان "عاصفة الحزم" بأن السعودية ما كان لها أن تشرع في العدوان دون أن تضمن "محورية" ولاء السيسي ومؤسسته العسكرية، لاستخدامهما كهراوة غليظة في العدوان القائم، وان مليارات البترودولار كانت تُهيئ المسرح لاستخدام هذه الهراوة في ساعة الصفر، في المقابل كان السيسي يرسل اشارات واضحة الى الجميع (في مناسبات عديدة) بأنه وضع مقدرات مصر في خدمة التوجهات السعودية، وذلك بترديده مقولة: "أننا إزاء أي خطر يهدد إخواننا الخليجيين، جاهزون للمساندة، ولا يأخذ الأمر منا سوى مسافة السكّة فقط.."!
حقاً انها "مسافة السكة فقط" التي كشفت عن رئيس تحت الطلب! ومؤسسة عسكرية مصرية يقودها هو لتلبية رغبات مدمرة لـ"طويل العمر" القابع في قصره بالرياض، ناسياً (هذا الرئيس) ان مثله الأعلى الراحل عبد الناصر قد مقت وأزدرى بشدة تآمر الحكام السعوديين على الأمة ومقدراتها ومستقبلها، وكانت مناسبة هذا الازدراء والمقت هي أحداث اليمن أيضاً عام 1962، ولكن شتان بين عبد الناصر بالأمس، وبين "الريّس" اليوم، الذي أضحى بحق هراوة "طويل العمر"!
https://telegram.me/buratha