المقالات

الطفل اليتيم وجع البشرية على الأرض.

2660 02:55:34 2015-04-12

الطفل اليتيم هذه الكلمة المؤلمة والتي تحمل في طياتها الكثير من الأسى والحزن لايشعر بوطئتها الثقيلة والمؤلمة إلا من ذاق طعمها المر . فما معنى أن يفقد الطفل أباه ويجد نفسه فجأة قد أصبح وحيدا في مهب الريح دون قلب حنون وبلا تلك الشجرة الوارفة الظلال التي كان يلجأ اليها ويتفيأ بظلالها ويأكل من ثمرها الشهي حتى يشتد عوده وينمو عقله وتكبر معه آماله وطموحاته ويصبح عضوا نافعا في مجتمعه الذي هو بأمس الحاجة أليه .؟ 

ربما لايرقى عقل الطفل في بداية فقده لوالده بأنه قد فقد سندا عزيزا وكبيرا وركنا هاما في حياته. لقد ذاقت اليتم الرهيب وأنا في العاشرة من عمري فأحسست بعد ذلك الفقد الكبير وكأن غيلانا سوداء أخذت بخناقي وهي تحاول الانقضاض عليً في كل لحظة. بعد أن نزل أمر الله وآستمرت تلك الحالة لعدة سنين.

ولابد لهذا الإنسان أن يجد يدا حانية تمتد إليه في مجتمعه لتنقذه من هذه الأمواج العاتية التي تعصف به لتوصله إلى شاطئ الأمن والأمان قبل أن يتحول إلى معول للهدم والتدمير في المجتمع. فالطفل اليتيم يعتبر بحق وجع البشرية على الأرض، وهذا الوجع بحاجة إلى علاج لإنقاذه من الإستفحال.

ومن المؤلم أن نرى دولا أجنبية تهتم كل الاهتمام باليتيم وتهيئ له جميع متطلباته المادية والمعنوية ،وترعاه رعاية كاملة وأطفال الوطن العربي من الأيتام الذين يتزايدون يوما بعد يوم نتيجة للحروب وهم يبحثون في المزابل، أويعملون في أعمال شاقة لاتتناسب وأجسامهم الغضة لكي يعيشوا وهي إحدى المآسي الكبرى التي يشهدها هذا الوطن الكبير الذي ينعم بالكثير من الخيرات ولا يفكر حكامه بمعالجة هذه المأساة معالجة حقيقية. وهو حق أنساني وديني وأخلاقي مفروض على الحكومات التي تدعي الإسلام في الكلام وتخالفه في العمل.

لقد ذكر اليتيم ثلاث وعشرون مرة في القرآن الكريم وهذا دليل قاطع على أن الله جل وعلا قد أوصى باليتيم وأمر المجتمع برعايته والاهتمام به، وتلبية حاجياته المادية والمعنوية لكي يشعر هذا اليتيم شعورا حقيقيا بأن المجتمع قد وقف إلى جانبه ولن يتخلى عنه بعد تلك المصيبة التي ألمت به.

يقول الله في محكم كتابه العزيز:

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ.) الآيه 1- 2- 3 من سورة الماعون.

ودع اليتيم أي تركه وحيدا دون رعاية والتخلي عنه وعدم الاهتمام به. وقد اعتبر الله هذا الإهمال والترك بمساواة عدم الأيمان والتقيد بأمر الله تعالى . ويقول تعالى في آية أخرى: (فَأَمًا آليَتِيْمَ فَلا تَقْهَرْ) وهي صيغة أمر ونهي عن قهر اليتيم وإهانته.بل يجب إكرامه ورعايته لكي يشعر بالأمان في مجتمعه 

ويقول عز من قائل في آية أخرى:

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .) البقره 220 

حيث يطالبنا ربنا في هذه الآية الكريمة أن يُنتشل هؤلاء اليتامى من وهدة الذل والألم والمعاناة والانكسار بتقديم الرعاية لهم وتوجيههم نحو القيم الإنسانية العليا وإبعادهم عن طريق الشر والرذيلة لأنهم مازالوا يافعين وفي طور النمو وهم كالأزهار اليانعة لاتنمو بصورة سليمة إلا بتقديم الرعاية لها وغرسها في تربة صالحه تتوفر فيها كل عوامل الرعاية .

وآعتبر الله في آية أخرى التجاوز على حقوقهم بمثابة النار التي تدخل في البطون.

بسم الله الرحمن الرحيم:

(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا.)

وهنك العديد من الآيات الكريمة الأخرى التي ذكرالقرآن الكريم فيها اليتيم لايسعني ذكرها جميعا في هذا المقال.

إن عراقنا العزيز الذي زجه الطغاة في حروب عبثية لاطائل من ورائها وتعرض الكثير من الآباء إلى الإعدامات والهجمة الإرهابية منذ سقوط الصنم عام 2003 وهذه الهجمة الداعشية الوحشية الحالية تركت جيشا من هؤلاء الأيتام يكاد يكون أكثر بلدان العالم في عدد الأيتام. وقد قدرت المنظمات الدوليه هذا العدد بحوالي أربعة ملايين يتيم . وما تزال هذه المشكلة الاجتماعية الكبرى تزداد تفاقما، والعراق الذي شهد أكبر عمليات الفساد المالي والإداري في العصر الحديث حيث أهدرت مليارات الدولارات سدى وذهبت إلى جيوب المتخمين والسراق ولو صرف جزء من هذه الأموال الطائلة لمعالجة مشكلة الأيتام لوضعت على طريق الحل . 

وأخاطب المسؤولين وكل الخيرين في عراقنا الجريح وأقول لهم باسم الإنسانية المعذبة في العراق أنقذوا أيتام العراق من غول التشرد والضياع ولا تحولوا هذه الزهور الفواحة العطره إلى أشواك تتقاذفها الرياح

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك