يجافي الحقيقة من يساوره الشك بأن خطة تشكيل "القوة العربية المشتركة" لم تلد من رحم "عاصفة الحزم"الأخيرة! وحقيقة التلازم بين الخطة و"العاصفة" تكشف بطبيعة الحال الأهداف الحقيقية التي تقف وراء تشكيل هذه "القوة" المتشربة من عدوان عسكري غاشم مدفوع الأجر على اليمن المنكوب. ولقد حاول بعض الزعماء والسياسيين العرب تزويق نوايا الخطة وتغليفها بشعارات مكرورة ومستهلكة كـ"صون الأمن القومي العربي الجماعي"، لكن تلك الشعارات في مجملها عاجزة عن إخفاء الدوافع الحقيقية التي تحرّك خطة تشكيل "القوة" وما تتأبطها من أهداف بعيدة كل البُعد عن المعلن منها!
لم تكن فكرة تشكيل "قوة عربية" ضمن إطار "جامعة الدول العربية" فكرة شاذة عن تجاذبات القوى المهيمنة على قرارات "الجامعة" منذ تأسيسها عام 1945، وتوظيف تلك القوى نفوذها لتطويع القرارات لصالحها، حتى لو وصل الأمر الى تشكيل تحالفات داخل الجامعة ذاتها لتعزيز مواقعها ومواقفها، أو تقديم ملفات وتأخير (أو دفن) أخرى، بعيداً عن مدى أهميتها أو حساسيتها، تحت طائلة اختلال توازنات التأثير بين الدول الأعضاء، وهذا الحال ساري المفعول حتى يومنا هذا. فكل مشروع يلد تحت مظلة الجامعة العربية يحمل معه الشفرة الوراثية لطرف ما أو الأطراف المهيمنة التي دفعت به الى الوجود، بما يتوافق مع حساباتها وأجنداتها وأولوياتها!
لم تشذ عن هذه القاعدة خطة تشكيل "القوة العربية المشتركة" التي طرحها الرئيس السيسي في القمة العربية الـ 26 المنعقدة مؤخراً في شرم الشيخ، ورغم ان الطرح لم يفاجئ أحداً لما سبقته من اشارات و"تسريبات" ونقاشات، بيد انه جاء ملفعاً بعباءات الشك والريبة وبعيداً عن الشعارات التي حملها كلام السيسي وسياسيين آخرين عبّروا عن رأي حكوماتهم الداعمة لهذه الخطة! ولم يخفف من حجم هذا الشك ما صرّح به نبيل العربي (أمين عام الجامعة العربية) بأن "القوة العربية المشتركة ليست حلفاً عسكرياً جديداً وليست موجهة ضد أحد، وانها يجب أن تكون قادرة على التدخل السريع لحماية أمن الدول الأعضاء"! تصريحات العربي لا تنسجم كثيراً في وطأتها المخففة مع تصريحات المتحدث العسكري المصري حينما تطرق لتشكيل "القوة" بصراحة أكبر قائلاً بشأنها: "ستكون بمثابة درع وسيف لحماية الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، حيث التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي باتت متشابكة وتمتد عبر الحدود دون عائق، بما يعظم الحاجة لإيجاد آلية جماعية للتدخل السريع"! فلو اعتبرنا التصريح بأنه صادر عن مسؤول عسكري رفيع لجيش عربي ساهم في العدوان على اليمن، ستتوضح أكثر صورة " التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي" التي يسوّقها المتحدث السالف للرأي العام، والتي تخفي في طياتها نوايا تقف بالضد من تطلعات شعوب المنطقة التي تريد أن تدير شؤون بلدانها بدون وصاية سعودية وهابية، وبدون فرض دمى ورؤساء دول (منصور هادي مثالاً) تحركهم الأصابع في الرياض! ثم لم يسعفنا المتحدث العسكري بأمثلة صريحة عن دور جيشه وحكومته والجيوش التي تشكل نواة "القوة العربية المشتركة" في إطفاء الحريق السوري المستعر منذ 4 سنوات، والموقف من المنظمات الارهابية التي تشكلت في سوريا بأموال البترودولار و"التعاون التركي"، وبدعم أميركي وصمت اسرائيلي المريب، وشكلت تلك التنظيمات فيما بعد نواة قوة داعش ودورها في إشعال الحريق العراقي المستعر. مثلما لم نسمع عن أي دور لتلك الجيوش إزاء مأساة الشعب الفلسطيني الذي لا يخرج من مجزرة إسرائيلية حتى يكون على موعد قريب بأخرى أشد وحشية! أو دورها في صون سيادة لبنان الذي يتعرض لاستمرار الى جولات من الاعتداءات الإسرائيلية! وأين كانت هذه الجيوش وهي ترى العراقيين يتعرضون لهمجية الإرهاب التكفيري منذ ما يزيد على 11 عاماً، وكادت بغداد أن تسقط بقبضة داعش بالأمس القريب دون أن تتحرك دبابة عربية واحدة لتنجد "الأخوة العراقيين"؟! نعم، لا يحق لنا أن ننكر دور "الدعم العربي" حينما دخلت القوات السعودية في آذار 2011 بكامل أسلحتها المتطورة الى "الشقيقة البحرين" لقمع الحراك الشعبي السلمي، ومارست قمعاً وحشياً (الى جانب القوات البحرينية) بدوافع طائفية! وايضاً شهد العالم بأسره ذلك "الدعم العربي" لـ"اليمن الشقيق" بقيادة سعودية ومؤازرة 9 جيوش في "عاصفة الحزم"، لتزرع الموت والدمار والحرائق والمجازر في بلد لم تُطلق منه رصاصة واحدة خارج حدوده قبل العدوان!
لقد ارتأت السعودية أن تتعكز مسنودة بهراوة السيسي على "الجامعة العربية" وأن تستخدمها كمظلة لتشكيل "قوة عربية" أو "محور" يتزعمه مقامرون بمصائر بلدانهم ومصير المنطقة برمتها. ولم يمنع ذلك من الإبقاء على هذه الجامعة (كما في السابق) بمثابة مكتب لدفن الموتى وتحنيط الشعارات ومطبعة لنشر التعازي وبيانات الشجب والاستنكار حين ينتظر منها العرب أفعال حقيقية!
لقد جاء الموقف الأميركي مصحوباً بـ"صمت" اسرائيلي مشبوه، ليزيد من منسوب الشبهات التي أحاطت بالدوافع التي تقف وراء خطة تشكيل "القوة العربية المشتركة"، اذ بارك وزير الدفاع الأميركي مصرّحاً بأن "بلاده تدعم خطط إنشاء قوة عربية مشتركة للتصدي للتهديدات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط، وإن البنتاغون سيتعاون معها في المجالات التي تتوافق فيها المصالح الأميركية مع العربية". وأضاف: "هؤلاء شركاء وحلفاء أمنيون لنا، وعندما يتحركون بطريقة نعتبرها في مصلحتنا وأيضا في مصلحتهم، فإننا سنواصل العمل في شراكة معهم كما نفعل في أمور أخرى"! ويجدر الإشارة هنا الى ان ما يجمع الإدارة الأميركية مع "القوة العربية المشتركة" يشمل أهداف عديدة، لكن الأبرز والأكثر وضوحاً منها هو عرقلة وتقزيم الدور الإيراني الذي له ثقله في ملفات إقليمية هامة، حتى لو كان الثمن مغامرات كارثية تدفع المنطقة (لا أميركا) أثمانها، أوطاناً تحترق، وشعوب نازحة أو لاجئة بالملايين، وبنى تحتية مدمرة تحوّل تلك الدول المنكوبة الى متسول دائم من المنظمات الدولية، لتزيد من تبعية تلك الدول واستعبادها! وتلاقف الأميركيون بابتهاج فرصة أن تنوب عنهم قوى أخرى مستقبلاً (كالقوة العربية المشتركة) في تحجيم أدوار ونفوذ مناوئيها، وإيران هي المستهدفة دوماً في هذا التصور الأميركي، رغم انخراط الإدارة الأميركية في مسار آخر مع ايران بشأن ملفها النووي، لكن لن تحزن الإدارة وهي ترى تقزيماً للدور الإيراني يمارسه بالنيابة "حلفاء" البيت الأبيض من العرب (والجيوش الأجنبية التي يستأجرونها بالبترودولار الخليجي).
ما انفكت تتطاير الآراء (تصريحاً أو تلميحاً) من بعض الدول العربية التي تدعم فكرة "القوة العربية المشتركة" بأن أحد أهم الأهداف هو الوقوف بوجه "النفوذ الإيراني" وسياسة ايران في التدخل في الشؤون العربية! أي اننا بعبارة أخرى إزاء نوايا تشكيل محور جديد يتسمّى بـ"القوة العربية المشتركة"، كما لا يُمانع في انضمام غير العرب اليه مثلما دشنت ذلك "عاصفة الحزم"! وهذا المحور الجديد سيفاقم -بالضرورة- من أزمات المنطقة التي عانت طويلاً من تبعات سياسات المحاور والمحاور المضادة، ويفضي الى سباق تسلح غير مسبوق، يحرق ما تبقى من ثروات شعوب المنطقة، وينقذ اقتصادات أميركا وحلفائها الغربيين جرّاء إنعاش سوق صناعة الأسلحة لديها. والأخطر ان هذا المحور الذي ينطلق من حالة العداء مع إيران كأساس لتشكيل "القوة العربية" المزمعة، يؤسس بدوره الى أهداف فرعية غير معلنة لدول القرار في المحور المرتقب، وعلى وجه الدقة، حكومات الدول التي تهيمن على المحور كالسعودية ومصر ومعها دول الخليج، لمواجهة ما يسمى بـ"الهيمنة الإيرانية" في بلدان عديدة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي الدول التي تتناول تلك الحكومات أوضاعها (بكل علنية) على انها "مرتهنة" للقرار الإيراني"! وبغض النظر عن التهويل المصاحب لهذه المزاعم والتكالب على تسويقها وترويجها إقليمياً ودولياً، فإنها في ذات الوقت تحمل نوايا عدوانية خطيرة يمكن أن تُترجم الى مغامرات تدميرية كالتي حملتها "عاصفة الحزم" الى اليمن! والأخطر في الأمر ان العاصفة الأخيرة مهدت لمنهج يفضي الى توظيف الخلافات السياسية بين الدول، ليتم حرق كل مراحل تفكيكها وتطويقها، وذلك بنيران الأسلحة وتجييش الجيوش واستخدام القوة الغاشمة كأسلوب "أنجع" لحل تلك الخلافات، وان أسفرت عن تدمير للبلدان وحروب أهلية أو تقديم فرصة ذهبية لإنعاش الارهاب التكفيري!
ان خطورة تظافر البُعد الطائفي كمحرك تقوده السياسة السعودية (ضمن المحور المزمع تشكيله) مع تأهب جيوش حلف عسكري عربي (الاصطلاح غير دقيق بواقع إمكانية اشتراك قوى غير عربية كما حصل في عاصفة الحزم) يشكل في حدّ ذاته أخطر تحدٍّ تواجهه شعوب المنطقة في العقود الأخيرة؛ بل أشد خطورة من الإرهاب التكفيري، لأنه "يشرّع ويقنن" لأي عدوان قادم تحركه دوافع طائفية (غير معلنة) لتصفية الحسابات مع هذا البلد أو ذلك، وكل ذلك يبدو انه يجري بمباركة دولية ترأسها الولايات المتحدة، ولمَ لا، ما دامت تخدم أجندات "الفوضى الخلاقة" التي تجري فصولها بسلاسة في المنطقة!
لقد ساقت جلّ الدول المنضوية في مشروع محور "القوة العربية المشتركة" دوافعها مسبقاً على مدى سنوات في مناصبتها العداء للحكومتين العراقية والسورية على أساس طائفي مغلف بعناوين مموهة، وكانت أوضح في الملف العراقي منها في الملف السوري، ففي الأخير كان العنوان هو "إرساء الديموقراطية في سوريا" تماشياً مع مقولات أميركا والتحالف الغربي، أما في العراق فكان المحرّك للمزاعم هو "إقصاء وتهميش السنّة" في العملية السياسية القائمة! ومع تهافت هذه المزاعم، لم تتوقف تلك الأطراف عن ترديدها كقشرة رقيقة تخفي الدوافع الطائفية لدى أصحابها، خصوصاً حينما يتم ربط كل ذلك باِدّعاء استفحال "الهيمنة الإيرانية" الممارسة في الملفين العراقي والسوري! ومع هذه الدوافع الطائفية تتحرك أيضاً (في كل المراحل) مغامرات خطيرة منفتحة على كوارث ومآزق لا يتمكن أحد من إيقاف تناسلها، وليس لطرف بعينه القدرة على إنهائها بضغطة زر، ومن هذه المغامرات دعم الارهاب التكفيري في العراق وسوريا وما خلفه من كوارث وفجائع، إضافة الى التدخل السافر في شؤون البلدين جهاراً!
* * *
ما لم يكن واقعياً قبل "عاصفة الحزم" أصبح كذلك بعدها، أي تم تكريس تشريع جديد بمباركة أميركية لتصفية الحسابات مع الشعوب والأطراف غير المستعبدة ولا المدجّنة أميركياً أو سعودياً.. وبعبارة أخرى، يمكن بمليارات البترودولار وبجيوش مأجورة تطبيق نوايا الشر والهيمنة الوهابية السعودية عبر تكريسها واقعياً الى حروب بمقاتلات جوية أو دبابات تتجاوز الحدود، وتلتقي مع إرادة العدوان كل مشاريع الارتزاق (بما فيها الجيوش غير الخليجية المشاركة في العاصفة) ممزوجة برغبة جامحة في تقزيم "الدور الإيراني" المتعاظم في المنطقة! كما أصبح واقعاً جديداً تأجير الجيوش وتشكيل الأحلاف المدعومة الأجر سلفاً للقفز على المراحل "السياسية" في حل الخلافات التي تأخذ بطبيعتها وقتاً طويلاً، ولكن يمكن أن تختصر الحل "عاصف حزم" هنا أو هناك!
ولا مانع أن تلتقي على طاولة "المصالح المشتركة" رغبات تركيا أردوغان مع مصر السيسي، مثلما حصل في "العاصفة" مؤخراً واستدعى الأمر "تجميد" خلافاتهما بالمحرك الطائفي الذي تحركه دوماً السعودية بترسانة البترودولار، الجاهزة لتمويل المغامرات في المنطقة!
استشعرت الحكومة العراقية مبكراً مخاطر تشكيل محور "القوة العربية المشتركة"، وقد عبّرت عن ذلك في بيان لها بأنها "تجدد رفضها لأي تدخل عسكري من أي دولة في شؤون أي دولة أخرى"، وهذا لم يرق طبعاً للّاعب السعودي، الذي يعي تماماً ان الرفض العراقي يستهدفه قبل غيره، وهذا ايضاً كان موقف العراق الواضح إزاء "عاصفة الحزم"، مما يرفع منسوب التربص السعودي بمساعي الحكومة العراقية. وكلما حقق العراق انتصارات مشهودة في حربه على الارهاب التكفيري، لتقريب ساعة إنقاذ كل شبر عراقي من براثه، نجد في المقابل نشاطاً سعودياً محموماً باتجاه التضييق على المساعي العراقية وخلق محاور يكون العراق فيه معزولاً وهو يدير حربه ضد إرهاب تكفيري رفدته وترفده الحواضن الوهابية، ومسنود بالأموال السعودية والخليجية.
ان كل المخططات والسياسات العدائية التي مارستها السعودية ضد العملية السياسية في العراق بعد التغيير عام 2003، والتي غذتها الدوافع الطائفية (غير الخافية)، لم تستطع أن تُسقط هذه العملية السياسية (كهدف قائم)، حتى بعد أن مكّنت الارهاب الداعشي بطرق شتى، وجاء اليوم الذي تتحول فيه السعودية الى خطوات أشد خطورة (تماشياً مع الصبيانية التي تدير سياستها الخارجية مؤخراً)، فلن يكون خارج أجندتها الاستعانة بـ"القوة العربية المشتركة" لتسخيرها باتجاه التدخل في العراق لإسقاط النظام القائم، ولن تعجز عن إيجاد المبررات، كإنقاذ "السنة الذين يعانون من الإقصاء والتهميش من الحكومة الطائفية"، وتوظف مسرحيات مصطنعة، كأن "يناشدها" زعماء العشائر السنية لإنقاذها من "الإبادة" التي تمارسها "الميليشيات الشيعية الصفوية" بحقهم! ولو قارنا هذه التبريرات لشن عدوان أو نسخة أخرى من "عاصفة الحزم"، ستكون "أكثر واقعية وإقناعاً" من التبريرات التي مهدّت للعاصفة على اليمن، حيث تمثلت بمناشدة و"استغاثة" رئيس يمني مخلوع فاقد للشرعية (منصور هادي) بجيوش الدول الخليجية (الراعية للحوار) لإنقاذ اليمن! يفعل ذلك وهو هارب يقطن أحد قصور الرياض، ويطالب بتدمير اليمن واقتراف المجازر اليومية بحق اليمنيين، وفرض إرادات السعودية ودول الخليج بالحديد والنار، رغم التجاوز على كل الشرائع والقوانين الدولية!
ان سيناريو العدوان على العراق بنسخة ثانية من "عاصفة الحزم" وبواسطة جيوش "القوة العربية المشتركة"، غير مستبعد في سوريا ايضاً، لكن الملف السوري متشابك مع تدخلات تركية أخطر، لا يريد الأتراك التنازل عنها لأدوار سعودية، لذلك يبقى الملف العراقي هو الأكثر ترجيحاً، خصوصاً والقناعة السعودية ترى ان الحكومة العراقية "ظهير" قوي للدور الإقليمي الإيراني، وبإضعافه أو "إسقاطه" يمكن تفتيت ذلك الدور بسرعة أكبر، وبالتالي يصبح الملف السوري والآخر اللبناني (مع كيان حزب الله) لقمة سائغة للمخطط السعودي في المنطقة. كما لا يعني السعوديون كثيراً أن يتحالف الارهاب التكفيري مع أيتام صدام ليتحكموا من جديد في مصير العراق والعراقيين، طالما قبلوا الخنوع لإرادة الرياض ثمناً لتمكينهم هناك. وهذا بالضبط ما تفعله اليوم مع القاعدة والارهاب التكفيري في اليمن!
ان أميركا التي عجزت عن تركيع إرادة العراقيين (حكومة وشعباً) في الظروف التي رافقت سقوط الموصل وحتى اللحظة، إضافة الى موقفها المراوغ إزاء الأكثرية الشيعية (والحكومة تَبَعاً)، يمكن أن ترى في محور "القوة العربية المشتركة" شريكاً يحقق لها ما عجزت هي عنه، وتقطف ثماره كما جرت العادة، ولتكون حروب النيابة من طراز "عاصفة الحزم" مغطاة بالشرعية الدولية التي تتحكم بها أميركا!
فهل ندرك كعراقيين أبعاد ومخاطر محور "القوة العربية المشتركة" على أمننا ومستقبلنا، بعدما نفّذت ذات حكومات هذا المحور "عاصفة الحزم" ضد اليمنيين بدوافع طائفية مقيتة، وانه (المحور) أداة بإمرة الوهابيين السعوديين، الذين صدّروا لنا الارهاب التكفيري من قبل، وشحنوه -وما زالوا- طائفياً حتى اللحظة؟! أم علينا أن نصدق المتحدث العسكري المصري وهو يصرّح بشأن المحور و"الحلف" قائلاً: "ان تشكيل القوة العربية المشتركة وتدخلها إذا ما اقتضت الحاجة سيكون بناء على طلب من الدول المعنية بما لا يمثل أي انتقاص من سيادتها واستقلالها"؟ فهل فعلت جيوش "العاصفة" ذلك حقاً في اليمن ولم تنتقص من سيادة البلد واستقلاله، وهي تستدعي الجيش الباكستاني والسنغالي ليصولان ويجولان ويعيثان فساداً الى جانب الجيوش العربية على ارض "اليمن السعيد"؟!
https://telegram.me/buratha