المقالات

الإمام جعفر الصادق ع إمام العلم والعرفان والتقى- الجزء الثاني

1899 02:33:49 2015-08-20

أسمه جعفر وأبوه محمد الباقر ( باقر العلم )ع وجده الإمام علي بن الحسين سيد الساجدين وزين العابدين وصاحب الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق . وأمه ( أم فروه ) فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ولد في المدينة المنورة يوم الجمعة أو الاثنين بعد طلوع الفجر السابع عشر من ربيع الأول يوم ميلاد جده الأعظم محمد بن عبد الله ص سنة 83ه ومن ألقابه : 
الصادق , الفاضل , الكافل , القائم , الصابر , الطاهر . والصادق أشهرها لصدقه في الحديث. 
وهذا الأمام العلم ع يستحق من كل باحث إسلامي منصف وإلى أي مذهب ينتمي أن يتوغل في شخصيته العرفانية الفذة ليستخرج منها الدرر واللآلئ التأريخية لتكون ذخيرة وزادا لأجيالنا الإسلامية بعد القرآن العظيم والسنة المحمدية الغراء. 
لقد ترك الإمام جعفر بن محمد الصادق ع تراثا علميا وإيمانيا وتشريعيا وعرفانيا ثرا في رؤاه ومحتواه. وهو(أبو المذاهب) بحق لأنه ذلك الإمام الذي أنار تأريخ الأمة الإسلامية بغزير علمه وثراء فكره ونور تقواه وعظيم زهده ولكونه ع مؤسس مدرسة شملت كل أصحاب المذاهب الأخرى ومنهم مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي وأبو حنيفة النعمان صاحب المذهب الحنفي حيث يقول مالك في حقه : 
( مارأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق فضلا وعلما وعبادة وورعا . ) وقال أبو حنيفة النعمان الذي درس في مدرسته لسنتين كاملتين ( لولا السنتان لهلك النعمان . ). 
لقد فاق تلامذة الإمام جعفر الصادق ع في تلك الجامعة الكبرى التي أنشأها على أربعة آلاف من الرواة فقط وكتب عنه أكثر من أربعة آلاف كاتب . وكانت فترة إمامته ع من أخصب الفترات علما ومعرفة وفقها وأطلق عليها العلماء إسم:
( العصر الذهبي للحركة العلمية .)
لقد كان الإمام ع رائدا في العلوم الطبيعية كالطب والفيزياء والكيمياء إضافة إلى تأسيسه للمذهب الجعفري الذي اقترن باسمه والذي يعتنقه اليوم ملايين المسلمين في شتى أنحاء الأرض. وقد ألف العلامة المرحوم الشيخ محمد جواد مغنيه كتابا ضخما أسماه ( الفقه على المذاهب الخمسه) وألف السيد هاشم معروف الحسني أربعة مجلدات عنوانها( تأريخ الفقه الجعفري ) وهناك آلاف الكتب التي لايمكن حصرها في هذا المقال الصغير عن تأريخ هذا المذهب العظيم مذهب أهل البيت الأطهارع والذي يتجنى عليه البعض نتيجة جهل تارة وتعصب طائفي أعمى تارة أخرى ولا يمكن تجاهل التعتيم الشديد الذي فرضه حكام الجور والفساد الأمويين والعباسيين طيلة فترة حكمهم على حركة الأمام جعفر الصادق ع وجامعته الكبرى .ومن البلية أن يدعي بعض وعاظ سلاطين هذا الزمن والذين لايختلفون في سلوكهم عن وعاظ حكام بني أمية وبني العباس بأن الشيعة الذين يتبعون مذهب الأمام جعفر الصادق ع هم ( (أصحاب بدع وضلال)وهي تهمة باطلة لاتستند على علم أو حقيقة يروج لها أصحاب هذه العقول المريضة المتحجرة إرضاء لسلاطينهم المتربعين على جماجم شعوبهم بالنار والحديد. وهذه من أكبر مصائب الأمة الإسلامية والسبب الرئيسي لضعفها وتمزقها. وبالإضافة ألى هذا التعتيم على شخصية الإمام جعفر الصادق ع فقد ضاع الكثير من الآثار العلمية له ع نتيجة الغزوات التي تعرضت لها المنطقة الإسلامية في مختلف المراحل التأريخية. وأورد هنا القليل الذي قاله علماء لهم مكانتهم المرموقة بحق الأمام جعفر بن محمد الصادق ع:
قال الشيخ المظفري :
( ماروي عن الأمام جعفر الصادق ع بلا واسطة ثمانون كتابا وبواسطة سبعون كتابا وأخذ عنه العلم والحديث أكثر من أربعة آلاف رجل حيث ساهم مع أبيه الإمام الباقر ع في تأسيس جامعة أهل البيت ع في المسجد النبوي الشريف وقاما ع بنشر العلم والمعرفة وبثهما بين الفقهاء والمفسرين والمحدثين فعليهما تتلمذ أهل الفقه وعنهما أخذ رواة الحديث وبهما استظل ظل العلم والمعرفة)-9 
ووصفه المؤرخ اليعقوبي: 
(كان جعفر الصادق أفضل الناس وأعلمهم بدين الله . وكان أهل العلم الذين سمعوا منه أذا رووا عنه قالوا بالحرف الواحد ( أخبرنا العالم )-10 .
وتحدث الأستاذ محمد فريد وجدي صاحب معارف القرن العشرين فقال: ( أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو أحد الأئمة الأثني عشر على مذهب الإمامية كان من سادات أهل البيت النبوي . ) -11 
مصادر القسمين الأول والثاني 
1-سورة السجده الآيه 24 
2-ينابيع الموده للعلامة القندوزي ج2 ص316 
3- المراجعات ص21 
4-فضائل الصحابه- أحمد بن حنبل ج4 ص1873 
5- نهج البلاغة ص 173- الشريف الرضي 
6-نهج البلاغة ص168- الشريف الرضي 
7-سورة يونس الآية 35 
8- البحار للعلامة المجلسي م7- ص389 
9-من كتاب الأمام الصادق ع (فصل الموقع العلمي للإمام) 
10- المصدر السابق . 
11- المصدر السابق . 
يتبع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك