المقالات

آراء في استعادة النهضة

1208 00:58:23 2015-09-23

النهضة كمصطلح نتناوله لا نقصد منه الحضارة بشكلها الخليجي الموجود على ارض الواقع الان ( التجربة الخليجية ) ، كونها حالة حضارية خالية من الروح ، ولا تشكل حضارة بالمعنى الدقيق للكلمة ، كون هذه الدول تمثل جزء من عالم الأشياء ( تقسم العوالم الى ثلاث ، الافكار ، الأشخاص ، الأشياء ) ، فحين استوردت هذه الدول الحالة الحضارية من أوربا لم تستورد الافكار والاليات والوسائل المؤدية الى التقدم ، وانما استوردت المنتجات الجاهزة ، وهذا النوع من النهضات يمكن تسميته ب( النهضة الاستعبادية ) ، لكونها جعلت هذه البلدان تحت رحمة من صدر لها ما سبق ( القوة الناعمة الغربية ) .

فالحضارة بمعناها الواسع هي نتاج الفعل المنطلق من روح وثقافة وقيم المجتمع ذاته ، اي هي الوجه الاخر لما يجري من تفاعلات داخل اروقة ومقاهي المجتمع غير التفاعلات والعمليات السياسية التي تعتبر النتيجة الحتمية للتفاعل المذكور آنفا ً ، مما معناه اننا بحاجة الى عرقنة نهضتنا ( اذا ما نهضنا ) ان أردنا ان نكون احرار .

أسلفنا بالحديث ان التغييرات والتفاعلات السياسية هي نتيجة او بنية فوقية ناتجة عن تفاعلات البنية التحتية ( المجتمعية ) ، ولكنها قد تكون عائقا ً في نفس الوقت لهذه النهضة ، ففي هذه الحالة نحتاج الى الفصل بين التفاعلات المجتمعية والتفاعلات السياسية قدر الإمكان ( وان كان ذلك صعبا ً بعض الشيء ) حتى لا نجعل الاخيرة محور الفعل المجتمعي . 

وما ذُكر هو محاولة لأخذ فكرة الفصل الغربية ( القائمة على فصل الدين عن الدولة ) وإعادة طرح نظرية الفصل برؤية اخرى قائمة على فصل المتغيرات الحاصلة في البنية الفوقية " السياسية " المتجهة نحو الهاوية ، عن تفاعلات المجتمع الاخرى وعدم ربطها ذاتيا ً بها ، فنكون قد حصنا المجتمع من المؤثرات السلبية في حالة التراجع السياسي ونكون غير متراجعين بالضرورة في الجوانب الاخرى ، فيستمر تقدم المجتمع ( وأن كان بطيئا ً ) بغض النظر عن الصراع الحاصل على السلطة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك