المقالات

سلوك الحشد الشعبي،بين الحقيقة والتضليل | اسعد كمال الشبلي


 

أسعد كمال الشبلي   في نكتة شعبية لطيفة وواقعية "يتسائل الكثيرون، لماذا يتهم الحشد الشعبي بالإعتداء على اﻷعراض، بينما شاهدنا عشرات الصور للدواعش الهاربين من مناطق القتال، يخرجون منها بزي النساء!"   المعنى واضح ولا حاجة للتفصيل، فهذا هو الحشد الذي تطوف عليه فتوى المرجعية بكل ماتحمله من معاني الانسانية مع ما يؤديه من دور جهادي شرس ومرهق.   ان فتوى الجهاد الكفائي لم تطلق منفردة دون ضوابط والتزامات تقع على عاتق المجاهدين، بل أن الامام السيستاني كللها بتوجيهات وارشادات للمتطوعين حثهم فيها على نظافة الحرب والالتزام بالمعايير الاسلامية والانسانية في التعامل مع  النساء والاطفال وكبار السن، فترجم رجال الحشد تلك التوجيهات على أرض الواقع، فجميعنا شاهدنا من خلال شاشات التلفاز وماينشر في المواقع الالكترونية، كيف أن مجاهدي الحشد يوفرون الممرات اﻵمنة لخروج المواطنين العزل ورأينا كيف يستقبلونهم محتضنين لرجالهم ومهدئين لروع نسائهم وأطفالهم، بل حتى أنهم تقاسموا معهم الماء والغذاء ،وفي مشاهد أخرى شاهدنا كيف أن أبناء الحشد يعتنون بالمزارع والحيوانات في المناطق المحررة، ولم يعتدوا عليها، بل أنهم وفروا لها كل سبل الحياة والانتاج.   كذلك مما أكد عليه المرجع اﻷعلى، منع الاعتداء على الاموال العامة و الخاصة، سواء كانت عقارات أو أموال منقولة، وهذه الارشادات كانت سببا موفقا لنظافة جميع الحروب التي خاضها الحشد، ففي تكريت مثلا  ووفق المصادر الرسمية واحصاءات الامم المتحدة،كان حجم الخسائر المادية في المدينة لايتجاوز 3% بعد أن حررها الحشد الشعبي وبوقت قياسي أذهل اﻷصدقاء قبل اﻷعداء، بينما كان حجم الخراب في المباني الخاصة والمنشآت الحكومية في معركة تحرير الرمادي التي لم يشترك فيها الحشد، تقدر ب 80 % بعد مشاركة التحالف الدولي فيها ! فخلفت هذه المعركة هدم وتدمير 7700 بناية في مدينة الرمادي وفق ما أكدته منظمة اﻷمم المتحدة!   ان هذا اﻷداء المثالي لحشد المرجعية تكرر أيضا في معركة تحرير الفلوجة، حينما تحمل الحشد مهمة تطويق المدينة لاحكام السيطرة عليها وقطع الامدادات عنها، فرأينا تقدمه السريع في تطويق المدينة بوقت قياسي لم يبلغ ربما (15) يوما حتى سلم بعدها مركز مدينة الفلوجة  الى القوات اﻷمنية، جاهزا للاقتحام وبأضرار مادية تكاد تكون معدومة.   تزامنا مع جميع المعارك التي خاضها الحشد ورغم أداءه المثالي وانسانيته الكبيرة، لم تنفك بعض اﻷبواق المأجورة من النيل من الحشد وتجريده من الشرعية بل واتهامه باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان! وهنا نقول: نعم لا يمكن أن يكون جميع المنخرطين في صفوف الحشد الشعبي على مستوى متكامل من الالتزام بوصايا المرجعية وبأوامر قياداتهم العليا، فقد تحدث هنا أو هناك، اجتهادات شخصية لعلها تحمل صبغة طائفية،أو تعد على حق أو مال، ولكن لو دققنا النظر بانصاف لوجدنا أن مثل هذه اﻷفعال ضئيلة جدا ولا يمكن مقارنتها مع ما جسده أبناء الحشد من انسانية كبيرة واحترام للقوانين والاعراف كما أسلفنا، بل أن حتى من يتهم منهم وبصيغة مشروعة، تتولى القيادات اﻷمنية العليا فتح التحقيق معهم للوصول الى الحقيقة ومعاقبة المقصرين.   ورغم كل ذلك لم تؤثر تلك الاتهامات بعزيمة المجاهدين ولم يتناولوها من باب طائفي قد يدفعهم الى ترك ساحات المعارك، فهم قادمون من محافظات مؤمنة ومحصنة لتحرير أبناء المحافظات المغتصبة من قبل قوى الظلام، وهذا هو أعظم درس في الجود بالنفس من أجل الوطن، فهم لم يذهبوا لتلك المناطق لكي يغيروها ديموغرافيا أو عقائديا فلطالما حرر الحشد كثيرا من المناطق ثم أرجع أهلها النازحين الى مناطق سكناهم معززين مكرمين، فيتجه بعد ذلك لتحرير المناطق اﻷخرى.   هذا هو السلوك الايجابي الواضح للحشد المرجعي، والذي لا يمكن لغبار التشكيكات والاتهامات أن يغيب ضياءه مهما كان غليظا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك