المقالات

العمود الثامن : المالكي " يُغرّد "


بقلم : علي حسين 

 

ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تصدّق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خصوصاً عندما يصرف وقته الثمين هذه الأيام على تغريدات التويتر، يوماً يُغرّد ساخراً من الاحتجاجات، ويوماً يُغرِّد من أجل الإسراع بإنجاز " تبليط " الخط السريع للإصلاح، التغريدة الأخيرة فاقت ما قبلها وما بعدها، فقد خاطب السيد المالكي هيئة النزاهة بأن تحارب الفساد وتسعى إلى استعادة الأموال التي " لفلفها " السرّاق من خزينة الدولة، وكأيّ سائح يدخل العراق للمرّة الأولى، يتساءل السيد المالكي عن الأسباب التي أدت إلى انتشار الرشوة، ويختتم التغريدة بأبيات حزينة عن الميليشيات والعصابات الخارجة على القانون.

بعد قراءة تغريدة المالكي " الثورية "، أيقنت أن العراقيين نساءً ورجالاً يستحقّون الجنّة، لسبب أساسي، لأنهم يتعرضون للكذب والنفاق والخديعة كلّ يوم وعلى مدى سنوات طويلة، ولم ينقرضوا، ولم يصبهم الجنون أو الاكتئاب! 

كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلا، لماذا نتوسّل الأُمم المتحدة أن ترعى اللاجئين العراقيين، ولماذا نفرح حين يوافق البنك الدولي على التفكير بإقراضنا بضعة ملايين، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وسأكتفي بمتابعة أخبار إبراهيم الجعفري في القمة العربية، يقال إنه يسعى لأن يصبح الشاعر رقم مليون وواحد في موريتانيا.

للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يبدون من إخلاص ورغبة في متابعة تغريدات" فخامته"، لا يبدو أنهم يستطيعون حلّ ألغاز ما يقوله، لذلك نراه بعد كل تغريدة " طريفة " يخرج من على الشاشة، ليشرح لمستمعيه بإشارة من إصبعة، علّهم يفهمون، لكن يبدو من مجموعة التغريدات والخطب ، أنهم لا يريدون أن يفهموا أنّ الرجل غير مسؤول عن ضياع أكثر من 600 مليار دولار نهبت خلال ولايتيه " السعيدتين "! 

من يفتح سجل السنوات الثماني التي قضاها المالكي على رأس السلطة التنفيذية؟ من يحاسبه على تحويل العراق إلى دولةٍ أصابها الإفلاس، وتربعت على عرش الدول الاكثر فسادا وخرابا؟ من يحاسب مسؤولين في دولة سلكت نهج عصابات السلب والنهب؟ كيف استطاع المالكي ان يتحدث عن النزاهة في دولة دشّن فيها عصره المعوجّ بفضيحة مليارية بطلها زميله في الدعوة الحاج فلاح السوداني.

لم تفاجئني تغريدة المالكي هذه المرة، فالرجل يتخلى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن عصره الذهبي، فهو يعتقد أن غالبية الشعب يحبون ذلك الزمن السعيد وإنجازاته العملاقة ويفضلونها على حكومات بلدان " زرق ورق ".

تتلاشى تغريدات المالكي وتصريحاته، أمام أرقام الفساد والموت وصور الأطفال المهجّرين، والخيام المتناثرة على طول العراق.

يقال عن النكات القديمة إنها " بايخة "، تغريدة المالكي الأخيرة تنتمي إلى هذا الصنف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك