عبدالله الجيزاني
صالح ربما كان اختيار الاسم، بإيحاء غيبي، بدليل ان صالح جبر البخاتي، كان صالحا، بشهادة العلماء والصلحاء، الاعداء وان لم نجد لهم اثر في حياته الشريفة، والاصدقاء الذي انتشروا على ارض الوطن وامتدوا لجواره.
تشرفت بالعمل تحت قيادته، لا اتذكر موقفا، اؤكد موقفا، لم يكن فيه صالح الا صالح.
عندما يتحدث عن الشهادة يذوب في ثنايا حروف الكلمة، "منذ ان بلغت الحلم، سكنت سوح الجهاد ضد الانحراف"، هكذا يصف مسيرته.
سنة او اثنتان من البداية، حتى نال جائزته التي يستحق، امتطى صهوة القيادة، روضها ولم تنل منه، كلما ارتقى موقع اعلى، تضاعفت ترابيته أكثر.
صالح البخاتي جمع الاضداد، وتمكن من مؤامتها مع بعضها، تجده في مواقف ثائر متمرد، في أخرى تشبهها، تجد مستسلم حد الخنوع، عندما تدقق الموقفين، تجد مصلحة الاسلام تكمن في التمرد تارة وفي الاستسلام اخرى.
صالح البخاتي لا يؤمن الا بأولويات مصلحة الاسلام، فقد نسى شخصه وذاته، لطاما حلمت اسرته به، ان يكون رب اسرة صغيرة كغيرة، يهتم بشؤونها الخاصة، حتى ادركت تلك الاسرة، ان اسرته الاسلام، ولا يمكن ان تستوعب ما يحمل اسرة صغيره، عندها استسلمت وتعايشت مع الواقع حتى اصبح امر طبيعي ان يغيب الاب عن ابنائه وبناته شهر او اثنان، فالاتفاق ان لا يتم السؤال عنه قبل مرور اشهر ثلاث من غيابه، السبب لان صالح البخاتي ملك للإسلام وليس لأسرته الصغيرة كما معتاد، بالمقابل كان يوصي اصدقائه ومقربيه ومرؤوسيه بأسرهم، ويطالب بمتابعة اسر الشهداء والمضحين والمجاهدين، والسعي لقضاء حوائجهم مهما كانت بسيطة كمالية كانت او اساسية.
يجاهد في ساحات المواجهة، دون ان ينسى التواصل، لذا لا يستغرب اي من معارفه، ان يرن هاتفه ليكون صالح البخاتي على الطرف الاخر، يخبره انه في الطريق اليه، سوف يتناول معه طعام الغداء او العشاء.
اغرب ما يمارسه صالح البخاتي في التواصل مع اشخاص بدر منهم مظلومية بحقه، له في هذا مواقف ومواقف.
انتهى حكم صدام عام 2003، ليخرج من مواجهته معه، بأصابه معقدة في الظهر، لدى غيره توقفه عن العمل، ويترك التصدي، فقد ادى دوره، ولديه مبرر شرعي ليتوقف، ويتفرغ لشؤون خاصة، لكن صالح البخاتي واصل الطريق، تثقيف، توعيه، ارشاد، البحث عن الصفوة، اضافة للعمل السياسي، تحت قيادة شهيد المحراب وعزيز العراق والسيد عمار الحكيم، فأل الحكيم والمرجعية بوصلته في كل حركة وكلمة وعمل، يخطط، يفكر، كان له في هذا المجال صولات وجولات، لو قيض لها ان تأخذ مداها الذي كان يريد، ربما كان وضع البلد غير هذا.
صدرت فتوى الجهاد الكفائي، عاد صالح البخاتي الذي يأن بعض الاحيان حتى الصبح من الم الظهر والمفاصل، ارتدى بزة الجهاد من جديد، ليشكل اكثر من فصيل وقوة عسكرية، غير القوى التي شكلت في تيار شهيد المحراب، ابتدأ من جنوب بغداد، اللطيفية، الشاخات، جرف النصر، سامراء، عزيز بلد، مكيشيفه، عوينات، الصقلاوية، وصولا الى الفلوجة، التي كانت النهاية فيها، لينال الأمنية، ويتسلم مكافئة نهاية الطريق، طريق الالام والمعاناة، ليلتحق بأجداده محمد وال محمد الذي كان يرتبط معهم، ارتباط روحي واضح، ويستدعيه قادته شهيد المحراب وعزيز العراق، ليكون ضجيعهم في مرقد شهيد المحراب في النجف الاشرف.
رحل صالح البخاتي وترك الاف الايتام، ليس لهم الا دعواته وشفاعته بالثبات على الطريق الذي اختطه لهم، وعلمهم كيف يسلكوه، السلام على القائد الصالح صالح البخاتي، فقد عرف الطريق وسار عليه، ليصل الى امنيته...
https://telegram.me/buratha