المقالات

لقاء بين العاشق والمعشوق| وليد كريم الناصري

1491 2016-08-04

وليد كريم الناصري

هكذا استقبل الشهيد الخالد حبيب روحه الشهيد صالح البخاتي

وإلى اليوم يا صالح؟ أما كفاكم عني بعداً، أما علمتم بقلبي المقطع شوقا كأوصالي؟ أما حان للندى أن يقبل كف أزهاري؟ لثمت الشوق مراً ورأيت البعد جرحا، أسكب بفمي ثناياك، أشمك وتشمني، حبيباً يعانق حبيبه، طال بك الانتظار، وما عادت روحي المثقلة بالهموم، إن تحلق حولك كل يوم، أنسيتني يا قلبي بعد الفراق؟ أم تعالت بكم الهموم والأسباب عني؟ لو أنزلت شوقي على جبل، لرأيته باكياً من ألم الإشتياق.

ما كان للحدي أن يطاوعني، ولا لأوصالي أن تحملني، فأكون الى جنبك، ما كان إلا لروحي، أن تقبل جبهتك كل صباح، وتغفو على ذراعيك مطمئنة، وأنت تشاطر القوم أزيز الرصاص، كما عهدتك، كما تركتك، ذلك الجبل الذي لا تعصف به رياح الدنيا، لم تخطئ تلك الجنوبية السمراء، عندما قالت عنك "صالح" يا قلبي المعتق بالهموم ألماً، أقصدتني بعد طوال غياب، أذكرتني بعد إن عُجنت روحي بالأوجاع، أطفئ بجسدك حرقتي، وأخمد بروحك نيران مشاعري.

غادرني الربيع فتيبست أعوادي، إنتضرتك كثيراً، سألت عنك كل نازل من السماء وكل صاعد، بحثت عن شرفة في الجنة تطل عليك، أطل على دمع يحرسه الليل من نفسي، أبحث بين مواكب الشهداء وهم يصعدون حفاة الى السماء، لعلي اجدك يا صالح بينهم، أبحث عن كسرة، من رغيف خبز أضعتها بين أفواه أهل الأرض، يروادني الجوع كل لحظة، فأتعالى عنها بالصبر، وأكابر بعزة نفسي، رغم كل نعيم الجنان،لكنني أحببت رغيفي، أبحث على هدهد، يأتيني بصورة عنك أقبلها، لعلها تطفئ بيادر روحي الملتهبة بالشوق إليك.

 

صالح يا حبيبي، أثلجت صدري بطلتك، وأرحت قلبي وأنت الى جنبي، لتسامرني وأسامرك كما كنا من قبل، نحكي حكايات الجهاد، وقصص السفر في الأهوار، كلمني يا روح سيدك، أأ وجعتك رصاصتهم؟ هل عذبك الجرح الذي في رأسك؟ أأسقطك الجرح مثل طيراً مذبوح؟ تعالج روحك برجليك، أأمهلوك حتى تصلي لله صلاتك الخاشعة؟ بما تلقيت نبأ وفاتك يا حبيبي، هل فكرت حينها بلقائنا، لماذا لم تخبرني قبل هذا الوقت؟ لكنت أجمع يداي على صدري لأحتضنك، لكنت أجمع رجلاي على جسدي لأستقبلك، لكنت أعالج فمي لأقبلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك