تطرأ ظواهر الادعات العريضة الباطلة في الحوزة العلمية.. تكبر بسرعة وتختفي بسرعة و قد تبقى وتتورم في بعض الاحيان بسبب عوامل معينة. وتنطلق بحسن نية مطالبات تدعو لمنع الادعاء واجتثات المدعين لكن البعض يغفل عن أن الحوزة ليس لها ادارة تتحكم بها على غرار الادارات المدرسية والجامعية يمكنها الاستعانة بقوة الدولة و شرطتها لفرض قراراتها على من يستعصي عليها ..
ان نظامنا الحوزوي عبر التاريخ ليس نظاما مركزيا بل هو اقرب الى اللامركزية. و مشاكل اللامركزية عديدة لكنها أقل من مشاكل المركزية وهذا ما يحتاج الى تفصيل في القول في فرصة أخرى .
لاحل لدينا سوى اشاعة ثقافة التثبت في اتباع أي احد دون معرفته و التوثق منه ... البقاء بين مد التقديس المطلق لكل معمم ..و جزر الاحباط المطلق من كل معمم .. يؤدي تدريجا الى خسارة المجتمع تأثير الحوزة فيه وايضا خسارة الحوزة لدورها الاجتماعي .
لاحل الا بإشاعة ثقافة التثبت وعدم الانسياق مع المظاهر والادعات فثقافة التثبت هي التي حفظت نظام الامامة في خضم ضوضاء السلطات التي تحكم باسم الخلافة وصخب المعارضة التي ترفع شعار ال محمد فكان التثبت يوصل الناس الى الحجة و يسلك بهم المحجة البيضاء ... والتثبت والتدقيق هو الذي حمى نظام المرجعية غير الرسمي والمركزي _ لدى المؤمنين المتثبتين دون غيرهم _ عبر العصور حتى في ظل الانظمة الشمولية الدكتاتورية التي جسدها نظام صدام باقبح الصور .
باختصار :
لا يحمي المنبر الحسيني سوى التثبت في أختبار الخطباء الحقيقين .
ولا يحمي الحوزة العلمية سوى التثبت في تشخيص اساتذتها و علمائها .
ولا يحمي المرجعية سوى التثبت في معرفة رموزها .
حتى النظام السياسي في العراق لا يحميه سوى التثبت في معرفة الاحزاب و الكيانات والاشخاص .
السيد حسين الحكيم .
https://telegram.me/buratha
