المقالات

جريمة تشريع قانون العفو العام..!|| قاسم العجرش

2942 2016-08-28

 

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

وأنا أرقب الحراك السياسي، الذي يدور هذه الأيام بين القوى السياسية، لا أعزو دوافع هذه التناحرات ،إلا الى أن الساسة منشغلين بترتيب أوضاعهم، إذ أنهم لايجدون متسعا من الوقت، للنظر الى مسافات أبعد من أجل الرحيل، أو ما بعده بقليل..

وسواء قربوا أجل انتخابات مجلس النواب، الى ميقات أنتخابات مجالس المحافظات، أو أجلوا أنتخابات مجالس المحافظات، الى مبقات أنتخابات مجلس النواب، أو قربوا الميقاتين بعضهما بعض في منتصف الأجلين، فإن معظم ساسة المشهد الراهن راحلون لا محالة.

   أنا كمتابع وكإعلامي وكسياسي، لا يحتل مكانا بين هؤلاء الراحلين المتناحرين، بل أقف وسط مجموعة مهمتها صناعة الرأي، أحاول أن أنظر الى مسافة أبعد مما ينظرون، ولا أجد بدا؛ً من أن أذكرهم بأن رحيلهم هذه المرة قسري ، وسنشيعهم باللعنات؛ إن لم يتداركوا أمرهم فيما تبقى لهم من وقت، وعليهم أن يعوا حقيقة، أنهم يلعبون في الوقت الضائع، وأن لا أشواط أضافية للعب.

لقد سكتنا عليهم طويلا، وفي سكوتنا ظلم لأنفسنا ولأبنائنا وأحفادنا، وحينما يكون السكوت عن أخطاء المسؤولين، ناتجا عن دوافع إنتمائية، عرقية أو دينية أو طائفية، بل ومناطقية وحزبية، فإنه شراكة مع السيئين لا ريب فيها، ويصبح السكوت أكثر ظلما، في حالة شيوع روحية المحاباة والترضية السياسية، لهذا الطرف او ذاك، وإنه لَلفساد السياسي بعينه.

 لقد تركنا  المخطئين يعمهون بأخطائهم، ومن كافة مواقع المسؤولية، وعلى الأخص المفاصل العليا منها، دون مراجعة او محاسبة سادرين في غيهم، يتبرقعون ببراقع الوطنية، متمترسين بمتاريس صلاحياتهم الإدارية والوزارية، مخفين جرائمهم بحق الشعب، والمتمثلة بإضاعة فرص التقدم، والتلاعب بالمال العام، او التستر المتبادل على الأخطاء. والنتيجة مزيد من الإنهاك للحقوق العامة.

إننا نُدار بالحقيقة؛ في دولة لا تفكر أبعد من أرنبة أنفها، وما قانون العفو العام الأخير، إلا نموذج صارخ على سوء التفكير، ورداءة التدبير، وهو نتيجة طبيعية للفساد السياسي المستشري، في أوصال الطبقة السياسية الراحلة قريبا.

أقرأو فقرات القانون بتمعن، وستدهشون من مساحة الجرائم التي أُعفي عنها، وهي جميعا لا يمكن لأي هيئة تشريعية أو تنفيذية أن تعفوا عنها، لأنها تخص الحق العام أولا، وهو حق تمتلكه الهيئة الأجتماعية برمتها، ويحتاج التنازل عنه الى أستفتاء شعبي، وليس الى قانون طبخ على نار المساومات السياسية.

إن قانون العفو العام؛ يشكل إنحدارة سريعة بالكتل والقوى السياسية، ألى هاوية خيانة الأمانةالتي فشلوا بالمحافظة عليها، بل أنحدار جماعي، نحوة هوة عميقة بلا قرار، حيث لا قيم ولا مباديء تحكم القرار السياسي.

كلام قبل السلام: هذا القانون ـ الجريمة ناتج عن خطأ في التفكير والأدارة، فإن تراكم الأخطاء الإدارية وعدم معالجتها، يعد أكثر خطرا من الإرهاب، لأنه يوفر الأرضية الخصبة لإشاعة الفساد المالي والإداري، وإضاعة فرصا نادرة على البلاد، هي أحوج ما تكون إليها، بمقارعتها للوقت لطي مراحله التي يسببها الإهمال للتراكم والمتعمد لتطويره وبناءه.

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك