المقالات

الخلاف مع السلطة لا يبرر السقوط في الخيانة والانغماس في العمالة

1788 2016-11-11

حميد الموسوي اختلفنا، ومعنا كل احرار العراق الغيارى – على مر العصور والدهور – مع الانظمة والسلطات التي حكمت وتحكمت في رقابنا  بمختلف تركيبتها وتوجهاتها وايديولوجياتها  وسياساتها وبرامجها   :الضعيفة الهزيلة منها ...والرجعية العميلة .. والاستعمارية الدخيلة ...والتسلطية التعسفية ..والدكتاتورية.. والبوليسية القمعية .. والشوفينية ..والطائفية ...والفاسدة المفسدة ...تعاملنا مع كل لون منها بالاسلوب الذي يناسبه .. عالجناه بالدواء الذي يشفيه ( وكثيرا ما كان الكي ) .. وحاربناه بالسلاح الذي يردعه .
انتقدنا النظام الضعيف : شخصنا مكامن الضعف ..اشرنا مواضع الخلل ..وجهنا وارشدنا ونصحنا .ادوات نقدنا التنويري المقاوم كانت  / المقالة .. القصيدة .. القصة القصيرة .. الرواية ...اللوحة.. المسرحية.. الانشودة الاغنية ..المونولوج ....والفلم السينمائي والمسلسل التلفزيوني .
تظاهرنا ضد الحكومات الرجعية،والتسلطية والبوليسية والشوفينية..شجبا ..وادانة ..واحتجاجا ..وتحريضا ..تظاهرنا ...وتظاهرنا.. بعد ان استتفرغنا كل وسائل النقد التنويري المقاوم  ...
وثرنا ، وهاجمنا ، وانتفضنا، غاضبين حين جوبهت كل تلك الصرخات بالقمع والسجون والمطاردة والتشريد .
اكلت مقابر الاحياء الجماعية الالوف ....طحنت ثرامات الشعبة الخامسة عظام الالوف ... اذابت احواض الاسيد اجساد الالوف ...ومزقت سياط قصر النهاية لحوم الالوف .
حتى الذين فروا بجلودهم تتبعت بعضهم كواتم مخابرات المنظمة السرية ، وتلقفت البعض الاخر امواج البحار المتلاطمة .
ومع ذلك..مع كل فضائع تلك السلطات المتوحشة، تمسك الناجون من (هولوكوست ) سلطة المنظمة السرية بوطنيتهم، وذابوا عشقا بحبهم للعراق.
كانوا يتسمرون امام شاشات التلفزيون عندما يخوض المنتخب العراقي مباراة مع فريق اجني ويجوبون الشوارع محتفلين ، فرحين..جذلين  حتى وهم في المنافي....
وكانوا يتباهون، ويفتخرون، ويقيمون الندوات والمهرجانات  حين يحقق العراق انجازا علميا او ثقافيا او اقتصاديا ..لانهم على يقين ان الحكام زائلون وان العراق هو الباقي .
الذي قلب هذه المواجع ونكئ الجراح هوان بعض الاخوة المعارضين للحكومة الحالية والناقمين على عملية التغيير  استكثروا انتخاب العراق عضوا في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة ! .. لابل احتجوا ونقموا وشجبوا  !!.مدفوعين بضغائن مختلفة : بعضها طائفية ..وبعضها فقدان امتيازات سابقة ..وبعضها عدم الحصول على مركز وظيفي في الوضع الجديد .. والبعض الاخر التباس الامر وغشاوة عدم  التمييز .المصيبة الموجعة ان هؤلاء البعض رحبوا بانتخاب السعودية رئيسا للجنة حقوق الانسان!. مع انها تسلط قمعي وراثي متوحش، راعية للارهاب العالمي، ومؤسسة للقاعدة وداعش ولكل عصابات التكفير الظلامية .سجلها حافل باضطهاد وقمع الحريات بما فيها حرية الكلام والتدوين..تجلد وتقطع رؤوس السعوديين وحتى المقيمين بسبب تغريدة على تويتر !!!.
اخيرا نقول ان العراق هو من البلدان المؤسسة لهيئة الامم المتحدة،  وان العراقي محمد فاضل الجمالي ( وزير خارجية العراق ) احد كتاب ميثاق هيئة  الامم في ثلاثينات القرن الماضي  يوم كان السعوديون يقلعون اعمدة التلفون والكهرباء التي باشرت بنصبها شركات التنقيب عن النفط الانكليزية  كونها من عمل ابليس !.، ويطاردون  سيارات الخبراء والعمال الانكليز ويرمونها  بالحصى معتبرينها مركب الشيطان!!..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك