المقالات

سنة العراق وسيناريو التقسيم 

3267 2016-11-12

عمار جبار الكعبي 

امتازت النخبة السياسية المتصدية عن المكون السني بعدم رضاها على نظام الحكم بعد التغيير ، ليس لانه غير عادل او غير كفوء كما يدعي البعض ، وانما النظام الحالي سلبهم السلطة والسيطرة والنفوذ ، قاتلوا الاحتلال ليس لانه احتلال ، وانما قاتلوه لانه سبب تغيير موازين القوى ، فكانت مواقفهم معارضة منذ بداية التغيير لكل الخطوات ، وقفوا بالضد من مجلس الحكم ، رفضوا الدستور ، شككوا بنتائج الانتخابات المتتالية رغم مشاركتهم ورقابتهم ، وحتى بعد مشاركتهم كانت اعاقة الحكومة ابرز ما تميز به سلوكهم وخطابهم الطائفي 

التقسيم كان احد السيناريوهات التي طرحتها النخبة السياسية السنية بعد دخول داعش ، بعدما رفضوا دور الحشد الشعبي في تحرير محافظاتهم التي سقطت بيد داعش ، خيارات التقسيم تنحصر بين ثلاث خيارات ، تختلف من حيث درجة الاندفاع ، وتنفيذ الاجندات ، الخيار الاول ان تستقل المحافظات السنية وتمتزج بإحدى الدول المجاورة لها ( السعودية ، الاْردن ، سوريا ) ، وهذا صعب مستصعب لعدة أسباب ، ان العراقي بغض النظر عن طائفته يعتقد انه اكثر رقياً ومكانة وحضارة من دول الجوار ، وهو ما يمنعه من ان يكون تابعاً لها ، وحتى النخبة السياسية السنية قد تتعامل مع السعودية ، لانها تستفيد الدعم والمال منها ، وكذا الاْردن التي كانت تعيش على مساعدات النظام البعثي ، اما سوريا فكانت الأقرب كونها تحمل الشعار القومي ، وكذلك وجود حزب البعث فيها ، كل ذلك كان قبل بداية المعارك في سوريا ، وتصاعد الأزمة السورية مما قوض هذا الخيار وجعل خيار اندماجهم غير ممكن 

الخيار الثاني وهو خيار الاستقلال عن الجميع ، بما فيهم العراق ودوّل الجوار ، وهو خيار كان ولا يزال خياراً سيئاً بكل المقاييس ، اي دولة ضعيفة وفقيرة ، نظراً لفقدان اغلب مقومات الدولة في ذلك ، حيث تعاني المحافظات الغربية من شحة في الموارد ، اضافة الى عدم أطلالها على اي منفذ بحري ، مما يعني انها ستكون مرهونة بيد الدول المجاورة ، حيث انها تتصف بكبر المساحة التي تمتاز بالصحراوية التي لا تصلح ولا تُستصلح ، كون اغلب عقول هذه المحافظات هي عقول عسكرية وليست علمية ، نظراً لطبيعة وثقافة وتنشئة ابناء هذه المحافظات ، وعدم وجود نخبة سياسية يعتمد عليها ، اذ التجربة اثبتت عدم انتمائها لهذه الارض ولا الجمهور ، حيث تركت الجماهير بين ليلة وضحاها بيد الاٍرهاب والتكفير ، وهرعت الى الدوحة وعمان ! 

الخيار الثالث هو خيار الاقليم ضمن العراق الواحد الموحد ، وهو أفضل الخيارات بالنسبة للجماهير السنية التي عانت الامرين بسبب نخبتها ، وكذلك سيساهم بفضح هذه النخبة ، كونها ستكون مسؤول عن ادارة هذا الاقليم ، وستتحمل المسؤولية امام جماهيرها ، مما يضمن التعايش السلمي في العراق الفدرالي ، بعد ان تمهد لذلك تسوية شاملة تّعرف الجميع مالهم وما عليهم ، وتعترف بحكم الاغلبية مع الحفاظ على حقوق الأقليات ، وتجنبنا صراع الدويلات التي تولد جراء التقسيم ، بسبب المناطق المتنازع عليها ، وما سينفق على هذا الاقليم من أموال ، لن يشكل قطرة في بحر من الأموال التي ستنفق على الصراع مع هذه الدويلة المدفوعة من دول الجوار !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك