المقالات

سنة العراق وسيناريو التقسيم 

3356 2016-11-12

عمار جبار الكعبي 

امتازت النخبة السياسية المتصدية عن المكون السني بعدم رضاها على نظام الحكم بعد التغيير ، ليس لانه غير عادل او غير كفوء كما يدعي البعض ، وانما النظام الحالي سلبهم السلطة والسيطرة والنفوذ ، قاتلوا الاحتلال ليس لانه احتلال ، وانما قاتلوه لانه سبب تغيير موازين القوى ، فكانت مواقفهم معارضة منذ بداية التغيير لكل الخطوات ، وقفوا بالضد من مجلس الحكم ، رفضوا الدستور ، شككوا بنتائج الانتخابات المتتالية رغم مشاركتهم ورقابتهم ، وحتى بعد مشاركتهم كانت اعاقة الحكومة ابرز ما تميز به سلوكهم وخطابهم الطائفي 

التقسيم كان احد السيناريوهات التي طرحتها النخبة السياسية السنية بعد دخول داعش ، بعدما رفضوا دور الحشد الشعبي في تحرير محافظاتهم التي سقطت بيد داعش ، خيارات التقسيم تنحصر بين ثلاث خيارات ، تختلف من حيث درجة الاندفاع ، وتنفيذ الاجندات ، الخيار الاول ان تستقل المحافظات السنية وتمتزج بإحدى الدول المجاورة لها ( السعودية ، الاْردن ، سوريا ) ، وهذا صعب مستصعب لعدة أسباب ، ان العراقي بغض النظر عن طائفته يعتقد انه اكثر رقياً ومكانة وحضارة من دول الجوار ، وهو ما يمنعه من ان يكون تابعاً لها ، وحتى النخبة السياسية السنية قد تتعامل مع السعودية ، لانها تستفيد الدعم والمال منها ، وكذا الاْردن التي كانت تعيش على مساعدات النظام البعثي ، اما سوريا فكانت الأقرب كونها تحمل الشعار القومي ، وكذلك وجود حزب البعث فيها ، كل ذلك كان قبل بداية المعارك في سوريا ، وتصاعد الأزمة السورية مما قوض هذا الخيار وجعل خيار اندماجهم غير ممكن 

الخيار الثاني وهو خيار الاستقلال عن الجميع ، بما فيهم العراق ودوّل الجوار ، وهو خيار كان ولا يزال خياراً سيئاً بكل المقاييس ، اي دولة ضعيفة وفقيرة ، نظراً لفقدان اغلب مقومات الدولة في ذلك ، حيث تعاني المحافظات الغربية من شحة في الموارد ، اضافة الى عدم أطلالها على اي منفذ بحري ، مما يعني انها ستكون مرهونة بيد الدول المجاورة ، حيث انها تتصف بكبر المساحة التي تمتاز بالصحراوية التي لا تصلح ولا تُستصلح ، كون اغلب عقول هذه المحافظات هي عقول عسكرية وليست علمية ، نظراً لطبيعة وثقافة وتنشئة ابناء هذه المحافظات ، وعدم وجود نخبة سياسية يعتمد عليها ، اذ التجربة اثبتت عدم انتمائها لهذه الارض ولا الجمهور ، حيث تركت الجماهير بين ليلة وضحاها بيد الاٍرهاب والتكفير ، وهرعت الى الدوحة وعمان ! 

الخيار الثالث هو خيار الاقليم ضمن العراق الواحد الموحد ، وهو أفضل الخيارات بالنسبة للجماهير السنية التي عانت الامرين بسبب نخبتها ، وكذلك سيساهم بفضح هذه النخبة ، كونها ستكون مسؤول عن ادارة هذا الاقليم ، وستتحمل المسؤولية امام جماهيرها ، مما يضمن التعايش السلمي في العراق الفدرالي ، بعد ان تمهد لذلك تسوية شاملة تّعرف الجميع مالهم وما عليهم ، وتعترف بحكم الاغلبية مع الحفاظ على حقوق الأقليات ، وتجنبنا صراع الدويلات التي تولد جراء التقسيم ، بسبب المناطق المتنازع عليها ، وما سينفق على هذا الاقليم من أموال ، لن يشكل قطرة في بحر من الأموال التي ستنفق على الصراع مع هذه الدويلة المدفوعة من دول الجوار !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك