المقالات

القيادة الامريكية بين الجمهوري والديمقراطي‎

1292 2016-11-13

محمد الشذر
ترامب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الامريكية، رجل العقارات، والملياردير المشهور، والشخصية الاعلامية في شاشات التلفزة، والذي فاز مؤخرا بالسباق الانتخابي لأمريكا؛ والذي خاض غماره ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون، زوجة الرئيس السابق؛ بيل كلنتون، ليصبح الرئيس 45 لأمريكا.
فوز ترامب بالسباق الرئاسي، حرك موجة الرأي العام، سواء على الصعيد الدولي، او على صعيد المجتمع الامريكي، لتصبح شخصية الرجل الابيض، والمتوجه الى البيت الابيض، اكثر اثارة للجدل هذه الايام، فبين التصريحات الدولية من هنا وهناك! والتي يأمل بعضها بأستمرار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وآخر يرى خطأ ارتقاء هذا الشخص الى الرئاسة اذ ليس له باع فيها، تصاعدت وتيرة الاحداث.
ترامب والذي يملك الشهرة؛ في حياته الاجتماعية قبل خوضه الانتخابات الرئاسية، سهل على الاخرين الوصول الى شخصيته، وتحليلها او التنبؤ بها، لما تملكه هذه الشخصية من احداث في حياتها  المهنية، فالعنصرية التي يمتلكها هذا الرجل، والحدة في الطباع والسلوكيات مع الاخرين، وتصريحاته التي تميل الى التعصب والعنجهية في بعض الاحيان، جعلت البعض يرى شرا بقدوم القائد الجديد!
الشارع الامريكي والذي صعق بعضه بفوز الشخص الجمهوري، بعد ان كانت التوقعات والاستطلاعات تشير الى تقدم هيلاري كلنتون، لغاية نشر الوثائق من موقع ويكلكس وما قبلها، اي قبل ان تتهم هيلاري بأستغلالها المال العام، وإيميل الحكومة الرسمي لحملتها الانتخابية، خرج معترضا على نتيجة الانتخابات، وبمظاهرات سلمية؛ جابت شوارع بورتلاند بولاية اوريغون الامريكية، ومنددا بوز ترامب، عادا هذه المرحلة هي مرحلة التقسيم العنصري والطبقي للبلاد.
مدن فيلاديلفيا وبالتيمور، وبورتلاند، ودالاس وغراند رابيدز، وميشغان، شهدت هي الاخرى موجة من التظاهرات، والتي تعدت في بعض المدن الى تحطيم واجهات المحلات التجارية، وزجاج السيارات، برسالة واضحة المعنى، بأن التظاهرات تندد بسياسة الشخص الجديد اذا ما سار على نهجه السابق، او يمكن ان تكون رافضة له قطعيا، والتي يمكن ان تتحول الى موجة غضب ولكن سرعان ما سينطفيء فتيلها!.
باراك اوباما، والذي قال في بداية الحملة الانتخابية ان ترامب "غير مؤهل" اضطر ان يبادر بأن "يشجع" ترامب بولايته الجديد، ودعاه لزيارة البيت الابيض، تصريح ربما قاد الاخر بأن يقبله على مضض، فالمسرحية تجري ولابد من اكمالها، الى نهاية مقاطعها!.
الدول الاخرى باتت مشغولة بأمر الرئاسة الامريكي، حتى اصبحت هي نفسها تتابع اخبار الولايات المتحدة، وحديث الانتخاب فيها، اكثر من متابعة شؤونها ومواطنيها، رغم البون الشاسع في المسافات، والذي يمتد الاف الكيلومترات، ولكن الهيمنة الامريكي عبرت البحار والمحيطات، لتجعل الاخر ينقاد لمعرفة الحليف، او المهيمن، او الحامي، او العدو، او المسيطر، الى اين آلت اموره، ومن سيكون الشخص الجديد الذي سيقود دفة الاحداث؟
تناسى متتبعي الاحداث، ان سياسة امريكا في الادارة، والتعامل مع الدول والبلدان هي واحدة، ومهما تغيرت الوجوه، او تعددت الاسامي، فالسير واحد، والمنهج واحد، والتفكير واحد، فكل شيء معد مسبقا، ويجري على وتيرة واحدة وعلى درجة عالية من الدقة في التنفيذ، ومهما تصاعدت وتيرة احداث الشارع الامريكي، على العنصري الجديد، فأنها سرعان ما ستؤول الى مؤيدة او صامتة مكممة الافواه، كما حدث مع من قادوا الحروب، وغزوا البلدان الاخرى سابقا.
تتعدد الاساليب، والروى، والمنهجيات، والوجوه، جمهوريا كان ام ديمقراطيا فالنتيجة واحدة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك