المقالات

شهيدنا الغائب عن الانظار الحي بالوجدان

942 2016-11-20

لؤي الموسوي

   الشهيد المتعارف عليه في نظر الشريعة الاسلامية من يضحي بدمه "دون ماله ووطنه وعرضه"، كما جاء في الحديث النبوي الشريف على لسان خاتم النبوه محمد (ص)، ففي هذا المورد يعد من قافلة الشهداء.

   الشهيد هو الحي الغائب عن الانظار الموجودة اثاره في الحياة الدنيا، من خلال عطائه المعنوي بفكره وكلمته المجاهدة في مقارعة الظُلم والاستبداد، وبعطائه المادي المتمثل بجسده ودمائه التي روت ارض بلاده لترسم غداً مشرق للاجيال القادمة بعد تحريرها من قيود العبودية التي تمثلت بِحُكام الجور.

   الجود بالنفس اقصى غاية الجودي، الدماء الطاهرة التي تسقط على منبر الحرية لا يعادلها ثمن، فالمرء يضحي بدمائه ومستقبله من اجل ان ينعم الغير بسلام.

   الانبياء والرُسل وألأئمة الاطهار "عليهم السلام" لم يسلمو من الحملات العدائية التي يسوقها اصحاب النفوس الحاقدة "المريضة"، على دُعاة الحق عن طريق تسخير الاقلام و الاعلام لاجل ان يشوه الحقائق، ليظلوا الناس لمآرب خاصة تعود بالمنفعة لاصحاب المشاريع المُضلة، ولم يقتصر العداء فقط في حياتهم "ع" بل تعدى بعد وفاتهم بالتعدي على المراقد والمشاهد المقدسة، والشواهد كثيرة كان اخرها مرقد العسكريين في سامراء، ومراقد النبياء في مدينة الموصل لكن هل تزلزلت مكانة اولياء الله في نفوس المؤمنين جراء الحقد الارهابي ام اصبح العكس من ذالك في تزايد من الحب والولاء لهم مع بيان المظلومية لهم "عليهم السلام".

  تعرض الشهيد الثائر ضِد الظُلم والمضحي بدمائه من اجل تحرير بلاده، الى موجة ضالة ومضلة من قِبل اصحاب النفوس العدائية لمشروع الشهادة، بشن حملات تنم عن حقد اصحابها الهدف من ورائها الطعن بشخص الشهيد، لكن هل هذا الوسائل والاساليب الرخيصة التي يستخدمها البعض، تستطيع ان تنال من مكانة الشهيد عن طريق حرق الصور ودس الاكاذيب والاقاويل الباطلة، كما فعل اسلافهم مع العترة الطاهرة، بل انهم يزدادوا رفعة ومكانة وتزداد محبتهم في نفوس الاحرار اصحاب القلوب النابظة بالايمان.  

 

   الشهيد لا تمجد ذِكراه او ان تحصر بصورة هنا وهناك انما مواقفه البطوليه هي من تخلد ذِكراه، التي ترددها وتتوارثها الاجيال، فما كان لله ينمو، فالحسين خلده موقفه يوم الطف، فضلاً عن كونه معصوم وسبط النبي، والشهيد صالح البخاتي الذي احرقت صورته بالامس، ايضاً خلده صموده وجهاده ومظلوميته، ارادوا دُعاة السوء بفعلتهم هذه اطفاء نوره، لكنهم لم يعلموا بعملهم هذا قد خلدوه من حيث لا يعلمون وهم من هزموا امام صورته التي ترعبهم بمجرد النظر اليها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك