المقالات

فيل أحمر يقتحم البيت الأبيض

2517 2016-11-22

واثق الجابري مفاجئة أذهلت العالم، وأصابت معظم الدول العربية بالصم والدوار؛ كمن تقلع به طائرة دون سابق إنذار ولا يعلم أين وجهتها، وكأنهم جلوس في حدائق البيت الأبيض؛ وإذا بالفيل الأحمر يقتحم الأسوار بقوة وحماسة ويُشير بخرطومه عليهم وهو يتقدم تجاههم، ويسمعون تكسير وإنبعاج أسس قواعد لعبة البترول ومتكئهم من قرون.
خلق ترامب هواجس لعديد من قادة العالم، والعرب يراهنون على مواقع الإستبيانات والإعلام وتمنوا فوز هلاري؛ لإمتلاكها خيوط الربيع العربي وحدود دولهم المحمية من واشنطن.
ركز ترامب في خطاباته أن حماياته للدول العربية لن تكون مجانية؛ لأنها مناطق نفوذ وحلفاء أساس في الشرق الأوسط؛ إلا أن الولايات المتحدة إكتشفت إتكالية هذه الدول وعدم قدرتها على حماية نفسها، وتزايدت أصابع الإتهام الموجهة لقطر والسعودية بدعم الإرهاب والنتيجة إتهام مباشر لأمريكا، وتراجع نفوذها نتيجة إندحار مشروع تلك الدول بالهيمنة على المنطقة، وفشلها في إسقاط نظام الأسد وفي القضاء على معارضي حلفائها في اليمن، والأهم من ذلك عدم قدرتها على تغيير نظام الحكم في العراق.
دفعت دائرة التنافس الأمريكية؛ كلا الحزبين للتصويت على قانون (جيستا)، وما كان فيتو أوباما إلا مزيد من تضيع الوقت وإبتزاز السعودية لدفع الرشى، وأتفق الطرفان على اتهام السعودية بأحداث 11 سبتمبر 2001م، وإجماع مجلس الشيوخ والكونغرس؛ سيكون حاضر في عقلية ترامب، الذي نجح بمناغمة العقل الأمريكي وإختطاف الأصوات، التي ترى الحاجة لمزيد من القوة لإستئصال الإرهاب، وإعتبار دولتهم إمبراطورية أعظم تجني كل واردات العالم، ولابد من إستقرار عالمي من مسؤوليتهم يمنع تنامي الإرهاب، الذي صار يهدد حتى من يسير بجانب البيت الأبيض؛ بسبب إعترافات كلنتون بدعم التطرف من القاعدة الى داعش.
إن ترامب لم يأتي بشيء جديد فيما يخص الشرق الأوسط والعرب، والجزية لم تك علنية، ومعظم الدول العربية تدفع بترولها وتستهلك شعوبها؛ لغرض شراء مواقف او تصريح أحياناً، وما ترامب سوى وجه صريح لأمريكا وأداة لإرعاب هذه الدول لدفع المزيد، والأسباب واضحة كون هذه الدول إرتبطت بشكل مباشر بالإرهاب حفاظاً على مماليكها، ودفعت شعوبها للمغامرة والتورط بالإرهاب، والريبة أيضا عمت الأوربيين لإعتقادهم أنه رجل تجارة لا يقدم خدمة مجانية، وفي ذاكرة الخليج خطابات حملته الإنتخابية؛ بتغيير السياسة الخارجية والقضاء على الدول الراعية للإرهاب؛ ما ولد قناعة لدى الناخب الأمريكي بالبحث عن إعادة هيبة أمريكا، وأن الصوت الأنثوي وجذور اوباما لن تحقق لهم الكثير.
تشكل الدول التي صنعتها أمريكا خطر عليها، ومراهنات الخليج فشلت؛ لقدرة العراق على تحقيق النصر؛ فيما تمزقت سوريا بعصابات تتقاتل والدعم من نفس المصدر.
العراقيون وحدهم من يستطيع إيقاف جماح ترامب؛ في حال المحافظة على نصرهم الوشيك على الإرهاب، وديمومة القدرة القتالية التي صنعتها وحدة معركة الموصل، وما يليها؛ مخاضات وتدخلات دولية تتمنى عودة صراعاتهم، وسياسة أمريكا الجديدة القديمة مفاجئات لإعادة هيبتها؛ بالقضاء على الإرهاب والدول الداعمة وحزم الإستراتيجيات، والشدة مع الحلفاء التقليدين، والوقوف بجانب من يدعم وحدة الدول وأهمها؛ عراق في وحدة قراره السياسي يستطيع أن يُملي على ترامب؛ كونه العراق مفتاح تقسيم او وحدة المنطقة وحيث تكون خريطته ستكون الخرائط.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك