المقالات

شهداء الحشد الشعبي مقصد الجبوري أنموذجاً

3632 2016-12-10

عمار العامري    عندما يتهم أصحاب الأطروحة اللادينية؛ الإسلاميين بأنهم لا يملكون الوطنية أقف متحيراً, هل فعلاً كانت شهادة الشيخ مقصد الجبوري وزملائه, ليست من اجل الوطن؟؟ كما يدعي أولئك, عندما هبوا لتلبية نداء المرجعية الدينية, آم التنافس السياسي أباح لهم تلك الادعاءات, فعمامة الشيخ مقصد؛ فندت ذلك, لأنها مجاهدة وأكاديمية, ومبلغة وشهيدة.
   على خلاف الكثير ممن نتحدث عن جهادهم وتضحياتهم, أو نكتب عن سيرهم ومواقفهم المشرفة, فالأغلب ترجع لعائلات فقيرة, وبيئات متواضعة, إلا إن حب الوطن فيهم كبير, والإيمان بعقيدتهم أكبر, والقليل ممن نال وسام شرف الشهادة, كان يمتلكون وضع اجتماعياً أو سياسياً مرموقاً, ومن تلك الفئة القليلة؛ كان الشيخ الشهيد مقصد الجبوري, أو كما يسمى في مدينة الإمام القاسم (بالشيخ مكَصد).
   فالشيخ الشهيد مقصد؛ ينسب لقبيلة جبور القاسم, وعائلته هم زعماءها, فهو (ابن أجاويد) كما يقال, وقد غذته تلك الأسرة الولاء للمرجعية وحب الوطن منذ الصغر, وقل ما تجد ابن عائلة مبلغ ومجاهد, ومهتم بالقضايا الاجتماعية والثقافية, ورعاية الأيتام, والشهيد رب لأسرة, ولديه خمسة أطفال, ويمتلك من الخصال الحميدة, ما جعلته أخاً وصديقاً لكل من يعرفه, وأبا حنوناً لكل أبناء القاسم.
   بعد تغيير النظام في بغداد عام 2003, برز الشيخ الشهيد من بين الناشطين بمدينة القاسم, فقام مع مجموعة من زملائه بفتح (مدرسة القاسم الدينية) بعد ثلاثة شهور من التغيير, وعمل فيها على كسب الشباب, وإدخالهم دروس في مقدمات العلوم الدينية, فكان ذو ذهنية وقادة, ومثابر على الدرس والتدريس, ما أن أتم المقدمات حتى شرع بتدريسها, وعمل في مجال التبليغ الإسلامي.
   تميز الشيخ مقصد بأخلاقه؛ فكان صاحب الأخلاق العالية والرفيعة, ويتمتع بالهدوء التام, لم تجد له ضجيج في العمل, إنما هو صاحب السكينة والوقار أينما حل ونزل, فسكن بيت متواضع, يعيش فيه بحياة كريمة متواضعة, يصرف اغلب وارداته على إعمال التبليغ ورعاية الأيتام, فساهم بفتح فروع لمؤسستي العين واليتيم الخيريتين في القاسم, ناهيك عن تأسيسه ورعايته لمؤسسة النبأ للشؤون الاجتماعية والثقافية.
   بعد صدور فتوى الجهاد المقدس من قبل المرجعية العليا, استنفر الشباب القادر على الجهاد من أبناء مدينته, وعمل على تشكيل (فوج القاسم), كان مواظباً على الحضور مع المجاهدين, فشارك في معارك جرف الصخر وجبال حمرين وتحرير تكريت ومعارك الخالدية حيث استشهاده, والتحق سابقاً في جامعة القادسية, فكان طالباً بكلية التربية قسم اللغة العربية المرحلة الرابعة في يوم نيله شرف الشهادة.
   هكذا تكون العمامة الشهيدة في دفاعها عن الأرض والعرض, حيثما يحتاجها تجدها في مقدمة الركب, طالب أكاديمي, وأستاذ في الحوزة العلمية, ومبلغ في مواسم الإرشاد, وأب وصديق بالمؤسسات الخيرية, ومجاهد على سواتر العز والشرف, فأينما يكون هو ذلك الإنسان المخلص, والمتفاني من اجل الوطن والعقيدة, حتى نال وسام الشرف شهيداً.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك