المقالات

من معنا ومن علينا..؟!

2646 2016-12-13

عمار جبار الكعبي
من بديهيات العقل ومسلماته ان يحدد أصدقائه وأعدائه ، ليضع خطط تتناسب وواقعه ، ليكون سلوكه منسجماً مع ما يمر به من أزمات او مواقف ، وبغير ذلك يكون تخبطه امر حتمي ، والتخبط قد يتسامح معه الفرد ان كان على مستوى حياة الفرد ، ولكنه كارثة على مستوى الدولة ، اذ من مميزات الدول العصرية التخطيط لعشرات السنوات ، ووضع السيناريوهات المتوقعة ، وردود افعال الاصدقاء والاعداء ، لتكون مستعدة لاتّخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب وفق رؤية واضحة وعميقة
تشهد الساحة السياسية منذ التغيير والى يومنا الحالي حالة من الضبابية ، تجعل من التنبؤ بمآلات الأمور أمراً مستحيلاً ، بسبب تغير المواقف بين ليلة وضحاها ، نتيجة تعدد الاجندات والارتباطات الخارجية للعديد من الشخصيات المؤثرة في سياسة البلد ، وهذا يقتضي ان يتم الفرز بين من معنا ومن علينا ، اذ يعتبر ذلك الخطوة الاولى لأي حل سياسي ، يطمح لتغيير الاوضاع السياسية والانتقال من مرحلة الصراع الى مرحلة البناء ، وابرز أدوات الفرز هي التسوية الوطنية المطروحة ، اذ عن طريقها سيتم الفرز بين الاصدقاء والاعداء وكذلك المغرر بهم ،من خلال ردود الأفعال التي ستمثل التوجهات والأجندات ، وهذا يوجب ان من يكون معنا يشارك في الحكومة ، لان الضامن الثاني من الضمانات التي تم الحديث عنها سابقاً هو الايمان بالعملية السياسية والديمقراطية ، والاقرار بحقوق الاغلبية الشيعية السياسية والثقافية والاجتماعية وكل ما يترتب عليها من مواقف وسلوك بحكم الواقع
الرافضين للتوصل لحل وفتح صفحة جديدة ، ويصرون على سياسة توفير الغطاء السياسي للارهاب والنزعات الانفصالية بصورة مباشرة او غير مباشرة ، عن طريق رفض التسوية صراحةً او بصور غير مباشرة عن طريق رفع سقف مطالباتهم بغرض العرقلة ، فسيفرزون عمن يؤمنون بالعراق الجديد ، وبين هذا وذاك ستتضح المساحات الرمادية ، وخصوصاً في الجمهور السني سواء الصامت او المغرر به
الموقف الدولي المتمثل بالأمم المتحدة الداعم والمؤيد للتسوية سيكون رافضاً لأي شكوى أو تباكي من قبل الرافضين للتسوية على حقوقهم ، بحجة دكتاتورية الأغلبية ، كون الأغلبية قدمت ولازالت تقدم ، وفتحت أبوابها للاتفاق وبحثت عن المشتركات الوطنية ، وبهذا من سيكون مع التسوية فسيكون حاضرا في الحكومة ومن رفض المشاركة فسيكون معارضة لن يلتفت لها أحد ، إضافة إلى الضمانات الإقليمية التي سيتعهد بتقديمها المشاركون في التسوية وكذلك الأمم المتحدة للحد من التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية ليكون القرار وطني بنسبة كبيرة في القرارات والمواقف التي ستتخذ مستقبلاً ، وهو ما يمكن اعتباره الانطلاقة الحقيقية للعراق الجديد ، بغالبيته التي تعبر عن مطالبها صراحةً ومن دون وجل بعدما أمضت ثلاثة عشر عاماً محاولة ارضاء الشركاء من دون نتيجة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك