بقلم علي الموسوي / هولندا
مؤامرة حلب الكبرى أريد تمريرها وشرعنتها عبر القنوات الدولية والاممية لولا الفطنة الايرانية التي أفشلتها وأجهضتها في لحظاتها الأخيرة ؟! حلب بداية سقوط النظام و نهاية سقوط الشرعية ؟! أرادوا لها أن تكون بذرة التقسيم الأولى في شرق أوسط جديد ولكن ايران هي من كانت لهم بالمرصاد ومنعت مؤامرة تقسيم المنطقة وسقوط النظام والشرعية المتمثلة بالرئيس المنتخب بشار الأسد ؟
تحررت حلب وسقط المشروع الاممي على أعتاب آخر كلم مربع ؟ تباكى العالم مناشدا انقاذ ما تبقى من المسلحين المنكفئين في الكيلومتر الأخير من المدينة القديمة !! في الوقت الذي كانوا يرفضون وعلى مدى 4 أعوام أي مبادرات أخرى لانقاذ أهالي حلب المحاصرين تحت وطأة التنظيمات التكفيرية والقرارات القرقوشية ..
ماذا حدث بالضبط ؟؟
انتصر الجيش السوري وحلفائه واعلنت محطات التلفزة تحرير حلب من دنس الارهابين وسرعان ما طالبت فرنسا بدعوة لانعقاد جلسة عاجلة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة فتح ممرات آمنة لاخراج ما تبقى من المسلحين الذين لا يتجاوز عددهم ال 2000 مسلح بحجة المحافظة على أرواح ما تبقى من المحاصرين من أهالي المدينة ؟
حبس العالم أنفاسه بانتظار تطبيق قرارا خروج المسلحين فجر هذا اليوم الاربعاء ولكن سرعان ما تفاجئت القيادة السورية بنصيحة المستشارين الايرانيين في وجود مؤامرة كبيرة يراد منها لملمة امور هؤلاء المقاتلين وتجميعهم في الريف الغربي لحلب او في منطقة الباب بدمجهم مع الجيش الحر الذي يقاتل تحت قيادة الجيش التركي لشن هجوم كبير يهدف الى السيطرة على مدينة الباب التي استعصت على أردوغان لوجود فيتو روسي ومن ثم محاولة استعادة االمناطق التي انسحب منها المقاتلين من حلب !! ولكن سرعان ما أنكشف زيف الادعاءات الاممية بوجود 2000 مسلح فقط ، ليتم الكشف فجر هذا اليوم بأن عدد الذين سيغادرون شرق حلب هو 15 ألفاً بينهم 4 آلاف مسلح مع عائلاتهم !! هنا كانت الفطنة الايرانية بضرورة ايقاف تطبيق هذا الاتفاق الملغوم والعودة الى التفاوض وفق رؤية سياسية شاملة تبدأ بفك الحصار على مدينتي كفريا والفوعة الشيعيتين ومناطق أخرى حاول العالم تناسي وجودهما على الخارطة السورية وتركهما عرضة للقتل الوحشي والقصف والحصار والجوع من دون أن يأتي على ذكرهم في وسائل الأعلام او في مجلس الأمن الدولي ! اضافة الى وجود عدداً كبيراً من المخطوفين والأسرى وجثامين شهداء من الايرانيين والسوريين وفصائل أخرى لدى هؤلاء المسلحين دون ان يتم معرفة مصيرهم لحد الآن وتحذير الروس من نوايا الرئيس التركي أوردوغان الذي لا عهد له وانه سيغدر بالجميع في أي فرصة قادمة كما فعلها من قبل !!
أخيرا أتضح خداع الجماعات المسلحة بان المفاوضات التي تمّت حول خروجهم من أحياء حلب تكشف عن وجود مخطط استراتيجي من قبل الدول الداعمة لهم ومن الطبيعي يجب أن يلقى أي اتفاق حول حلب موافقة السوريين والروس والإيرانيين خاصة بعد تصريح الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ؟! بان الحرب في سوريا لم تنتهي ؟ وهذا يفسر النوايا الخبيثة لهذه الدول حول الملف السوري بعد تصريح وزير الأمن الاسرائيلي ليبرمان في ان الهدف النهائي من الحرب في سوريا هو الوصول الى ترحيل ايران وبشار الأسد من سوريا وتقسيم كل من العراق وسوريا الى ثلاث دول ؟ سنية وشيعية وكردية !! وهذا ما يتفق تماما مع مشروع بايدن للمنطقة ...
دعونا نحتفل بانتصاراتنا في حلب والموصل ونستبشر بارادة المخلصين ونبارك للمضحين ونترحم على الشهداء ونقول لللارهابين امامكم ثلاثة طرق لا غيرهما ، التسليم أو الانتحار او ركوب الباصات الخضراء التي في انتظاركم ..
https://telegram.me/buratha
