المقالات

المصالحة والتسوية الوطنية...قصة الماضي..!    

1814 2016-12-16

  قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

    واجه الإنسان منذ الأزل قضيتين مهمتين، ما فتئتا تعذبانه أبدا؛ الاولى هي الماضي، والثانية هي المستقبل، اما حاضره فلا يشكل بالنسبة له مشكلة كبرى، لأنه يعيشه على أمل الوصول الى المستقبل، وكلتا القضيتان مرتبطان بمفهوم الزمان، الذي هو أيلولة الانسان ومصيره.

المسار الزماني للطبيعة الانسانية، يتعامل مع الماضي بمفهومين أو طريقتين، الأولى الهروب منه وتجاهله وتناسيه، وذلك هو الماضي السيء، الذي كانت معطياته ضارة للإنسان والمجتمع، والثانية  زاخرة بالحنين الى الماضي.

     الانسان لا يحن الى الماضي، بإشتياق ووجد، الا اذا كان حاضره، عبارة عن اجهاض محبط واحساس بالعزلة.

    لكن ثمة تعامل مع الماضي، على أنه منتج تأريخي، نتعاطى مع مخرجاته سيئة كانت او حسنة، بحثا يسمح لنا بفهم افضل لحاضرنا، او هويتنا الخاصة والعامة، ويكون تحديا للنسيان، الذي يمحو لحظات الماضي المضيئة، وكذلك الاخطاء التي يفترض الا نعيدها.

    علاقة الماضي بالحاضر متشابكة، لكنها تتسم بالإزدواجية، لا سيما حينما يكون التاريخ بمعناه الدارج، كتابة احداث الماضي، ويكون البحث التاريخي ايضا مفيداً، اذا كانت هناك مساع مثابرة، لتشييد هوية رصينة للحاضر، تمثلنا تمثيلا حقيقيا، ووفقا لهذا الفهم، يتعين تفكيك العلاقة مع الماضي، للتخلص من ثقل التاريخ ووطأته.

    الحقيقة أن ماضي العراق والعراقيين، لم يكن سيئا جدا، الى درجة نخجل منه فيها، كما لم يكن حسنا، الى حد نعتمد عليه في بناء مستقبلنا، ماضينا بحاجة الى إعادة قراءة، نحدد بعدها أخطاء من سبقونا، ونعترف بها، ونقر بأنها أخطاء، لا يمكن ان تكون اساسا، يصلح أن نبني عليه عمارة مستقبلنا.

    الهوية تشييد ذاتي يكتسب خصوصيته، بوصفها نتاجاً لحركة التاريخ، لذلك وإذا كنا جريئين وفعلناها، ونقدنا ماضينا نقدا موضوعيا، سنستطيع تجاوز القلق والخوف من المستقبل، ومن ثم امتلاك ارادة التغيير، المتطلعة الى حوارية؛ نتفاعل فيها جميعا لإنتاج المستقبل، اذا توفرت لدينا؛ ارادة التخلص من اخطاء الماضي وليس الماضي.

      كلام قبل السلام: مازلنا نقرأ ان هاروناً كان رشيدا، وان ابا جعفر كان منصورا، وفينا اليوم من يعدهم خلفاء، وأنهم بناة مجدنا، لكن الحقيقة أنهم كانوا فسقة مجرمين!

       سلام..

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك