المقالات

الإمام الحكيم عنوان المرجعية الانسانية

1172 2017-01-01

عمار العامري

   يعد المرجع الإمام محسن الحكيم؛ من القلائل في تاريخ الحوزة العلمية, الذين احدثوا انعطافه جوهرية, بقيت الاجيال تستذكرها على مدى العصور, حيث كسر طوق المنع الذي فرضته القوى الكبرى, بتنفيذ اذرعها في العراق على المرجعية الدينية, فكانت مرجعية الحكيم الرائدة في التأسيس لعصر جديد ومزدهر, للشيعة في العراق والعالم معاً.

   الإمام الحكيم؛ سليلاً لأسرة حسنية هاشمية, كان جدهم الاعلى طبيباً, فيسمى حكيم فشاع صيته "الحكيم", تولى اجدادهم سدانة الحضرة العلوية, وارتقى شأنها بالحياة الاجتماعية بالنجف الاشرف, فصارت من اعيان الشيعة واشرافها, فبرز والده عالم دينياً, يشار اليهم بالبنان, فتوسعت ادوار هذه الاسرة الكريمة, في مطلع القرن العشرين وما بعده, ساهم الإمام الحكيم بقيادة مجموعة من المجاهدين للقتال ضد الاحتلال الانكليزي.

   كان الفترة بين عامي 1921-1946, من بين اكثر المراحل التاريخية تضييق على الحوزة العلمية, ومنعها من اداء ادوارها بالشكل المناسب, بسبب القرارات المفروضة من السلطات آنذاك, وما إن اثنيت الوسادة للإمام الحكيم, وتوليه مقاليد المرجعية خلفاً للراحل الاصفهاني, حتى لاحت بالأفق ملامح المواجهة, واخضاع السلطات لإرادته الصلبة, فرفض استقبال الملك كما كان متعارف, نتيجة لعدم تلبيته احتياجات أبناء المدينة الامنين.

   لتبدا مرحلة مهمة وايجابية للمرجعية الدينية, وفي عدة مجالات؛ أسس الإمام الحكيم جهازه المرجعي, لتنظيم وادارة شؤون الحوزة والمرجعية معاً, ثم ارسل الوكلاء والمعتمدين الى المدن والمحافظات العراقية, للقيام بدور الارشاد والتوجيه وتبليغ الرسالة الاسلامية للناس, فانتشرت المكتبات العامة باسم "مكتبة الإمام الحكيم" وشجع التأليف والنشر, ودعم الحركة الثقافية والفكرية, وفتح العديد من مدارس العلوم الدينية, بمدن النجف وكربلاء والحلة.

   كان الإمام الحكيم؛ من اكثر المهتمين بشؤون المسلمين كافة, داخل العراق وخارجه, فيعد أول من أفتى بجواز العمليات الاستشهادية في فلسطين, ودعم الحركات التحررية فيها, ودافع عن حرمة رجال الدين من المذاهب الاخرى, فراسل جمال عبد الناصر, حول العفو عن سيد قطب, وتدخل في التجاذبات السياسية, بين الاسلاميين والتيار العلماني في باكستان, منعاً للضر الذي يصيب الشيعة هناك جراء ذلك.

   الإمام الحكيم؛ حفظ دماء العراقيين جميعاً من الاراقة, بسبب الصراعات الايدولوجية والطائفية, فأوقف المد اليساري بفتواه العظيمة, حرمة الفكر الشيوعي "الشيوعية فكراً والحاد", بعد المجازر المروعة, التي استباحة الحرمات, وانتهكت المقدسات, حرم قتال الاكراد, بحجة انهم "بغاة", عندما اراد عبد السلام عارف ذلك, ليقف الحكيم حائراً بوجه نظام البعثي واطروحته الفاسدة, التي فندها الحكيم منذ الايام الاولى, لانقلابهم الاسود 1968.

   فالإمام الحكيم؛ كان فعلاً مرجعاً للامة عامة, المسلمين وغير المسلمين, العرب والاكراد وغيرهم, مثل الامتداد الطبيعي والصادق لمشروع النبوة والامامة, دافع عن مبادى الاسلام واحكامه, ونبذ كل اشكال التعسف والاقتتال, حافظ على كيان الدولة واستقرار شعبها, من عبث السلطات المتعاقبة, فاستحق أن يكون؛ عنواناً للمرجعية الانسانية, ورمزاً للوحدة الاسلامية والوطنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك