خمسة إرهابيين يستقلون سيارة واحدة ومعهم أسلحتهم، هاجموا سيطرة المدينة وسيارات المدنيين، ومن ثم تصدى لهم أبناء العشائر من تلك الناحية، ومعهم القوات الأمنية، فما كان لهم إلا أن فجروا أنفسهم وسيارتهم المفخخة.
هذا الهجوم أرسل رسالة لداعش، هي أن العراقيين لن يمنعهم شيء من الدفاع عن وطنهم، مهما كبرت الأزمات وكثر الفساد، فهم لن يتركوا وطنهم ووطنيتهم وأرضهم، ليدنسها الإرهاب ويفسد فيها، فقد خرج هؤلاء العراقيون شباباً وشيباً، للدفاع عن مدينتهم حتى قضوا على هذا الهجوم، وجعلوه درساً لداعش ولمن خلفها، هذه المدن لن تكون حاضنة للإرهاب، ولا مسالمة له، بل عدوة ومقاتلة له متى ما ظهر.
أما القوات الأمنية العراقية، فتُعد حادثة الأمس، رسالة إنذار وتنبيه لها لتأخذ حذرها، وتعيد خططها، وتدرس كيف وصل هؤلاء لهذه المدينة، وبسيارتهم وأسلحتهم من دون كشف تحركاتهم وتفتيشهم؟ كيف استقلوا سيارة بدون لوحات أو لوحات مزورة؟ هل وضعت الوزارة خطة، لتنهي هذه المشكلات الأمنية المتوالية، والتي غالباً ماتكون من ورائها سيارات مجهولة وبدون لوحات، حتى أن داعش استغلتها، ووصلت بها لمدينة النجف الأشرف؟
أن أبناء العشائر في ناحية القادسية، لهم الدور الأكبر في صد هؤلاء الانتحاريين، ماذا لو كان هذا الهجوم في مدينة النجف الأشرف نفسها؟ وبطبيعة الحال أغلب مراكز المدن، تخلو من العشائر (البيئة العشائرية) فكم سيكون عدد الشهداء والجرحى؟
صحراء المنطقة الغربية وبادية المثنى، قد تكون هذه المناطق، ملاذنا آمناً للإرهابيين، ومنها ينطلقون لتنفيذ عملياتهم، فيجب زيادة الحس الأمني والتواجد العسكري في هذه المناطق، خاصة وإن هذه الصحاري تحاذي مدنا مهمة، ككربلاء المقدسة والنجف الأشرف، لذلك لابد للحكومة من النظر بجد لهذه الحادثة، وأن تكون درساً وتنبيهاً لها في القادم من الأيام.
هزمت داعش من حيث أرادت النصر، فجاءت لتُجرب حظها مع أبناء النجف الأشرف، فكان ردهم مزلزلاً لها ولمن خلفها، فهذا الوطن له أهله وحماته، ولن يبخلوا بشيء من أجله، كان بهذا الحادث درسين، درساً للأجهزة الأمنية، بأنها فشلت في رصد تحركات الإرهابيين، فيجب عليها العمل على منع تكرار ذلك وبالعمل الجدي، ودرساً لداعش، بأن عليها أن لا تجرب حظها مجدداً مع هذه المدن، فتذوق ما ذاقه إرهابييها الخمسة في النجف الأشرف.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha