المقالات

الوكالة تضيع الأبتر بين البتران!

2891 2017-01-03

عمار جبار الكعبي 

امست واصبحت السنتين السابقة والجديدة على دماءنا، ليعم اللون الأحمر من جديد، ليس لون الاحتفال بالكرسمس، وانما لون الدماء والاشلاء المتناثرة من بقايا اجساد ابناء وطني، لقد كان احتفالاً بهيجاً مليئاً بالصراخ والآلام، فأنقسمنا الى نصفين الاول محتفلٌ مبتهج لا يعلم بآلام ابناء شعبه، والاخر احيا ليلة رأس السنة بين بقايا أحبته وشهداءه 

الخروقات الامنية والتفجيرات الاخيرة التي ضربت السنك وبغداد الجديدة ومدينة المظلومين (مدينة الصدر) وباقي مدننا العزيزة، تعكس حقيقتين أساسيتين، الاولى ان داعش بات ككريات الدم الحمراء، تسري بين أوردة المجتمع، وما لم يكن هذا الجسد يملك مناعة حقيقية تجاه التطرف فلن يستطيع التخلص منه، فالخلايا اخطر ممن يعلن عداءه الصريح، لان عملياته تكون اكثر ضرراً وتأثيراً وعمقاً في نفوس الناس، اما الحقيقة الثانية فهي الفشل الامني المتراكم، الذي لم يتم معه انتهاج استراتيجية واقعية للتعامل مع هذه الخروقات 

استمرار ادارة مناصب الحكومة بالوكالة هو امر خطير جداً، يعكس الحالة الحكومية المترنحة والتي تفتقد الى ابسط الرؤى لإدارة المناصب، وخصوصاً الامنية منها، بقاء شخص واحد يدير هذه الوزارتين اضافة الى منصبه كرئيس للوزراء هو منحى دكتاتوري لا يختلف عن سابقه سوا في الخطاب، واما السلوك والمخرجات فتتطابق انطباقاً تاماً، وكأن اجهزة حزب الدعوة تشابه اجهزة (ابل) تختلف الاشكال بينما النظام والجوهر واحد!، يتلخص في السيطرة على اكبر قدر ممكن من السلطة وأدواتها، وبهذا يكون انتقاد الكتل السياسية وتحميلها مسؤولية الانتكاسة الامنية الاخيرة والتفجيرات هي حيلة ليتم تشتيت انتباه الجمهور، كي ينطبق المثل الشعبي (ضاع ابتر بين البتران)، لعدم إلقاء المسؤولية على المقصر الفعلي، نتيجة التشتت الذي يعاني منه المجتمع جراء سياسات التجهيل التي تُمارس ضده من حزب السلطة واتباعه المخلصون!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك