المقالات

تفجيرات بغداد ليست مصرف الزوية..!

1074 2017-01-04

عمار العامري

   تواصل القوات الامنية تقدمها في قاطع عمليات تحرير الموصل, وهذا بحد ذاته انتصار كبير يحسب للعراق, جاءت هذه الانتصارات مع النصر الفاتح لمدينة حلب الاستراتيجية في سوريا, والذي تزامن معه رد فعل للعصابات الارهابية, باستهدافها المناطق الامنة في بغداد والنجف, وسيلة لفك الاختناقات عليها, رافقها تصريحات غير مسؤولة لأمنيين العراقيين.

   تصريح جاء عن, رئيس اعلى سلطة امنية تشريعية بالبلاد, بألقاء اللائمة في التفجيرات الاخيرة على جهات سياسية لم يسميها, يعد خيانة للأمانة التي قسم من اجلها, ويدل إن هذا المسؤول الامني ليس رجل أمن, ولا يفهم بالشأن الامني, ولا يفقه بالأمور السياسية, ما جعله يربط التخبط السياسي, الذي يعيش فيه مع مجريات الحرب ضد الارهاب, ليعطي ذريعة للتغطية على داعش.

   لمناقشة ذلك, رجل الامن من يطلع الشعب على حقائق الامور, وليس تسويفها, ومن يغالط بذلك, لا يعي حجم المسؤولية المتصدي لها, وصاحب التصريح انكر اعلان داعش في تبنيها لتلك العمليات الاجرامية, الامر الذي يذكر في "قضية مصرف الزوية", وكيف تعامل معها المنافقين؟ ممن لم يرعى المسؤولية الوطنية والاخلاقية والقانونية, ما جعله يصرح بلا دليل, ومن منطلق عدم الاهتمام بما سيكون.

   المعروف رجل الامن, من يقترح خطط امنية للوضع المتردي, ويضع المعالجات, ويوجد الحلول لها, ويبحث عن الحقائق, لا أن يتصدى للأعلام بتصريحات فارغة, تربك الوضع العام للدولة اولاً, كونها ذات ابعاد سياسية, والوضع المجتمعي ثانياً, كونها لا تنم عن اطلاع امني, سوى فقدان ثقة الشارع المتابع له, بالأجهزة الامنية ومسؤوليها وقياداتها, من خلال كيل الاتهامات مستفيداً من الوضع السياسي الحالي.

   هذا التصريح؛ يهدف لخلط الاوراق على العراقيين, لأجل التنافس السياسي بالبازار انتخابي, والعاقل يعرف ما يفكر فيه هذا المسؤول, وما يسعى له, فليس من باب الوطنية, أن يدافع بشكل غير مباشر عن داعش, العدو الاول للعراق, وبالمقابل تحاول أن يصدق الاخرين كلامك, فالشعب العراقي يحرق بنار الارهاب, والقوات الامنية تنتصر في الموصل, والمسؤول يتخبط بتصريحاته, ما يعطي مؤشر خطير للمستقبل.

   تصريحات غير دقيقة, تأتي من باب تظليل الحقائق, فهل تعد من ادبيات الفكر السياسي لمن يطلقها؟ ومن يصدقها, وماذا بعد هذه الاتهامات الكاذبة؟ سوى الخضوع والخنوع للمشروع الامريكي القادم لمرحلة بعد الموصل, ويبقى انكار الحقائق يدل على عدم وجود حس امني, وتخبط سياسي, وغياب الاستشراف المستقبلي لدى من يفعل ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك