المقالات

ماذا في جعبة بن علي؟؟

1046 2017-01-07

عمار العامري  

   الضيف التركي الزائر؛ صرح قبيل توجهه لبغداد, بان قوات بلاده في بعشيقة "لا تشكل انتهاك للسيادة العراقية" هذا التصريح, يعد مفتاح الاطلاع على كواليس زيارة رئيس وزراء تركيا, الحامل بجعبته المزيد من الملفات؛ محاربة الارهاب, مكافحة حزب العمال, التفاهم حول مستقبل التركمان والسنة العرب, تعزيز التعاون الاقتصادي, صفقات سياسية اخرى.

   ما بعد داعش المرحلة الاهم؛ التي يتحاور فيها بن علي يلدريم مع بغداد واربيل, فتركيا لم تكن ضمن برنامج التفاهم حول مستقبل المنطقة بنظر بغداد, جاءها رئيس الوزراء التركي, لتحديد موقف انقرة من التعاون المستقبلي, كون الاخيرة ترغب أن تكون العنصر المؤثر, لوضع الحلول الاستراتيجية, بما يخص العراق وتركيا معاً, والاتفاق على حلول ناجعة لضمان مصالح الطرفين, بدون تدخلات دولية.   

   بعد توسع منافذ الارهاب داخل تركيا, جعلها تسعى للمزيد من التعاون الامني مع بغداد, لما تراه يصب بمصلحتها, كونها تنظر لدمشق منفذ امناً للجماعات المسلحة نحو العراق سابقاً, ما جعلها تحترق بلهيب جرمها, فأنقرة تريد انقاذ نفسها من ارتداد النار عليها, بعدما كانت ممراً لمسلحي داعش, وبوابة لتهريب النفط عبر اراضيها, فبعد تحرير حلب والموصل, تتوقع تركيا عودة الارهاب لمدنها.

   فيما باتت انقرة بعيدة عن مقعد الاتحاد الاوربي, نتيجة ممارساتها التعسفية ضد المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة, صيف 2016, تحاول مكافحة معارضيها, والاهم بالمرحلة الحالية حزب العمال الكردستاني, المتجذر بالحدود التركية العراقية, الذي يشكل خطراً مستديماً يداهم مدنها الامنة, لذا تسعى انقرة للمزيد من التفاهم مع اربيل, الامر الذي يصطدم بحقيقة ازلية, فعلها هذا يقوض طموحات اكراد تركيا القومية مستقبلاً.

   تعاون انقرة وبغداد في نظر الاتراك, مفتاح لدرء الخطر عن الطرفين, بشرط قبول بغداد ما جاء به بن علي, بقاء القوات التركية في معسكرات بعشيقة, على ضوء الاتفاق مع الحكومة العراقية السابقة, واعتبار أنقرة الام غير الولود للعرب السنة, التفاهم الذي يرسم الخريطة المستقبلية للتركمان والسنة العراقيين, خاصة بعد اطلاعها على نوايا بغداد, في جر البساط من تحت اقدام الرياض.

   فيما ترى تركيا؛ اهمية استمرار التعاون الاقتصادي مع العراق, باعتبارها ممراً استراتيجياً للتجارة العراقية مع اسيا وأوربا, وسعيها زيادة حجم الاستثمار التركي في العراق, وابقاء انابيبها ممراً للنفط العراقي, خاصة من حقول كركوك وكردستان, واغلاق ممرها البري أمام عمليات عناصر داعش لتهريب النفط, وتكثيف الجهد الامني على حدود الجانبين, لإيقاف تدفق الارهابيين للعراق, والضرر الذي يصيب اقتصاد البلدين جراء ذلك.

   بن علي؛ ستكون له لقاءات بشخصيات وقوى سياسية منسجمة مع تطلعات بلده, لعقد المزيد من الصفقات الداعمة لسياسة انقرة بالعراق, بمقابل تعاونها مع الاطراف السنية الموالية لتركيا, بهدف خلق محور اقليمي جديد, فأنقرة كما هي بقية الاطراف الاخرى, لا تقدم دعماً الا لمن ينفذ اجندتها, الاهم أن تكون الفائدة متبادلة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك