هذا البعد الروحي للعتبات المقدسة, جعلها مستهدفة من قبل الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق, وغدت عرضة لعمليات التخريب والاستهداف العسكري, ولم تشهد العتبات -خصوصا خلال حكم البعث أي عمليات تطوير او مشاريع تنموية فيها.
بعد 2003 وزوال البعث, بدأت العتبات المقدسة تستعيد دورها الريادي, وبدأت الحركة الدينية والعمرانية تنشط فيها, وأخذ المؤمنون يتوافدون عليها من كل دول العالم.
هذه الزيادة في الاعداد الوافدة, جعل من اللازم العمل على توسعة العتبات, وانشاء المشاريع الخدمية, ومع قلة ما يرد للعتبة من ايرادات, الا انها قدمت نماذجا رائعة في المشاريع, من ناحية التخطيط والتنفيذ, على كافة الاصعدة الخدمية والاستثمارية.
هذا التوسع في العمل, وجودة التنفيذ, وسرعة الانجاز, أحرج كثيرا من سراق المال العام, وبان فشلهم وحججهم الواهية في تلكأ مشاريعهم, كما إن العتبات المقدسة -في كربلاء خصوصا ومن منبر الجمعة في الصحن الحسيني المقدس, كانت الكاشفة عن فساد الطبقة الحاكمة, وكانت خطب الجمعة التي تشرأب لها اعناق القاصي والداني, بمثابة مسار تصحيحي لانحرافات حكومات ما بعد ,2003 وموجه لأبناء الشعب العراقي, ومن هذا المنبر انطلق اعلان فتوى الجهاد الكفائي, التي اعادت هيبة العراقية عالميا وليس محليا فقط.
هذه العوامل كلها جعلت العتبات هدفا تسقيطياً لكل الفاشلين والمنحرفين وسراق المال العام والارهابيين, الذين بائت كل خططهم بالفشل, واخذ هؤلاء شن حملات تسقيطية على العتبات المقدسة, تارة على المتوليين الشرعيين للعتبتين, وتارة على منتسبي العتبات والتشكيك بالمشاريع وبالواردات التي تصل العتبة, وآلية صرفها, من خلال بعض الابواق المأجورة خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha