المقالات

الفساد إرهاب أخطر من النازية

929 2017-01-13

عمار العامري  يعُد الإرهاب أكثر خطورة من النازية والفاشية، التي تجسدت على شكل دول وجيوش واضحة؛ يمكن محاربتها فكرياً وعسكرياً، ولكن الفساد يصنف اخطر من الإرهاب, أن لم يفوقه بالخطورة, والفساد بوصفه شبح يكون أكثر دهاء, ومخاتلة يصعب تشخيصها، ويتحرك بأمكنة لا يمكن إعاقته بشكل مجسد؛ بتخفيه وتنكره برداء الوطنية, ومطالب الشعب!!.
   ثمة عوامل عديدة تجمع بين الفساد والإرهاب؛ تجعل من الحقائق صور للترابط بين هاتين الآفتين، وأن كانت النازية والفاشية من صنع جهات خارجية؛ فأن الفساد والارهاب من دفع خارجي وتنفيذ الداخل، فالإرهاب؛ يخدع الشباب بالفتاوى المزيفة, وتسطيح الفكر ومقاربة المنطق؛ وتحريف النصوص المقدسة، وعلى سياق مشابهة وأدوات مختلفة, وبادعاء تمثيل جماهير وبكاء على قضاياهم، يُسرق الشعب من قبل مافيات الفساد.
   يعتقد أحياناً إن سبب الفساد ناتج من دوافع الحاجة المادية، وتنطبق على الإرهاب كنتاج عن الحاجة العقيدية, كالكبت الجنسي والجهل والظلم التي تعوض بالترويض والعلم والعدل، ولكن الحقيقة إن السبب هو فقدان الفرد مقومات التربية الصالحة، والبحث عن تعويض النواقص بالانتقام، وفي الواقع نجد مَنْ تأثر بمسببات الفساد من الأثرياء وأصحاب النفوذ, ومن هم من الطبقات الاخرى تحولوا لفاسدين تكنوقراط.
   حاليا اصبح الفساد يشكل مجاميع؛ بدوافع شتى متوافقة أو متناقضة، وتوجهات نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية، وثمة عوامل اخرى منها النزعة اللا وطنية وحب الانا, يظللون المجتمع بمظاهر حسنة، مثلما يفعلها الإرهابيين؛ فأنهم يبيحون انتهاك الحرمات, ويسلبون الأرواح البريئة، ويدفعون البسطاء للانحراف، حتى يقنعوهم بالفتك بمن يخالفهم، وفق معتقد انهم حق وغيرهم باطل, وأن لم يكن موتاً سريعاً حتما سيموت تدريجياً.
   إن الفاسدين والإرهابيين؛ لا ينتمون الى جنس البشر السوي، لانهم ينتمون الى منابع ومواطن الانحراف والرذيلة, حيث يتحركون كما تتحرك الديدان على الفريسة، وأن اختلفت وسائلهم أو تصارعوا؛ تبقى نفس المسوغات تسير بهم نحن غاياتهم، ويتفقون على أن يكون غيرهم مشاريع ضحايا واستهزاء، وهم من يقررون مصير الاخرين, لذا فالفساد والارهاب سلوك ناجم من ثقافة سياسية منحرفة، وبيئة اجتماعية فاسدة.
   تحتاج مواجهة الفساد لثقافة التسلح بالحقوق الفردية والجماعية، وعودة الفرد لدوره في الحياة الطبيعية، وبالنتيجة إدراك واقعية اليوم الذي تلتف صغارها على مخانق كبارها، وتولد قوة انفعالية، عند شعور الصغار أن ضغط الكبار بدأ يشعرهم بالاختناق؛ يكشف على أن الفساد يوازي الإرهاب؛ بالتأثير على معتنقيه، وتشابه النتائج وأن اختلفت الأدوات.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك