المقالات

المرجعية الدينية تطرح استراتيجية للأنفاق المالي

1042 2017-01-16

عمار العامري    قبل عامان من الآن تقريباً, دعت المرجعية الدينية؛ أبناء الشعب العراقي للاستعداد لما اسمته "بالثورة الاقتصادية", من اجل معالجة الظروف القادمة على العراق, التي لم تكن في حسبان الاغلب شعباً وحكومة, وفعلاً انخفضت اسعار النفط, وتأثر العراق كونه بلد ريعي, ما أثر على الحياة المعيشية بشكل عام, والفقراء بشكل خاص.
   لذا من الضروري التمعن, بإعادة المرجعية العليا نفس التوصيات, ولكل هذه المرة, وفق خطة استراتيجية متكاملة وشاملة, للأنفاق الحكومي والشخصي, جاء ذلك في الخطبة الثانية, لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي, في ١٤ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ، الموافق ١٥/ ١/ ٢٠١٧ م, التي تضمنت التعريف بموجبات الانفاق, واقسامه وآدابه, وكيفية صرف النفقات, وموانع الأنفاق وانعكاساتها, وطرح الية الاعتدال بالإنفاق.
   المرجعية العليا؛ أوضحت إن نظام الانفاق في الاسلام, عالج الكثير من المشاكل الاجتماعية للفرد والمجتمع, ومنها مشكلة الفقر, لذا وضع حلولاً لظاهرة التباين الطبقي الاجتماعي, الذي يؤسس للتكافل الاجتماعي, ويعالج حالات من هم تحت خط الفقر في المجتمع العراقي, لما فيها من تطهير للنفس من الرذائل النفسية والاخلاقية, واشاعة روح المحبة والمودة, والتقارب بين الناس, وتقوي القدرة الدفاعية للمجتمع الاسلامي.
   والانفاق على قسمين؛ حسب ما جاء في الخطبة, الانفاق الواجب؛ ويأثم الشخص بتركه, والانفاق المندوب؛ الذي يثاب على القيام به, فيما حذرت البخيل, الذي يتصور إن عدم الانفاق, وجمعه للمال سيكون خيراً له, ايضا إن هذا المال ماله, جمعه بتعبه ونشاطه, فلا حق لغيره فيه, لذا جاءت المخاطبة مع الذين يبخلون, بأسلوب حكيم من قبل الله تعالى (يدعوكم) فاستجيبوا له.
   كما بينت آداب الانفاق؛ ففيه تهذيب النفس, وتنقيتها من شوائب الشح والبخل وحب الدنيا, وترويضها على صفات ممدوحة؛ مثل الجود والسخاء, والاحساس بآلام الفقراء والمعوزين, وانبعاث الرحمة من القلب, والتحسس بالطبقة الفقيرة, وحل مشاكلهم, ونظام الانفاق يبتغي من صاحب المال, أن يتحسس آلام الاخرين, ويعيش معاناتهم, أن يشعر بأن ما اعطاه الله تعالى من مال, ليس له فقط, انما للأخرين. 
   المرجعية الدينية؛ حددت اهداف وشروط العملية الانفاقية, منها التقرب الى الله تعالى بالإنفاق, ولا يكون لغرض الرياء أو الشهرة أو الجاه, أو يسجل لنفسه على الفقير فضلاً, على أن يكون الانفاق من المال الطيب والجيد, وليس من الرديء الحرام, وأن لا يتبع العطاء بالمن والاذى, يفضل إن المنفق يحسن ويعطي عطاءه, غير مقرون بالمن والاذى, وأن تكون الصدقة والانفاق سراً.
   حذرت المرجعية؛ من صفة الانانية, وحب الذات, والخوف من الفاقة والحاجة, فيعتقد المنفق إن انفاقه سينقص من ماله, لذا يُعالج ذلك بالاعتدال في الانفاق, فالمال الذي اعطاه الله لهم, له موازين وقواعد للصرف, مطلوب منه أن يكون في حال الاعتدال والوسطية, وعدم التبذير, واتلاف المال بغير وجه مقبول؛ شرعاً وعقلاً.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك