المقالات

التثقيف الحزبي وقانون الفائدة المتناقصة

2639 2017-01-16

عمار جبار الكعبي  أدت الأحزاب السياسية العراقية وظيفتها التي انشأت من اجلها ، وفِي مقدمتها الوقوف بوجه الاستبداد والطغيان البعثي ، الى جانب التثقيف المجتمعي وتكوين الرأي العام تجاه القضايا المجتمعية والسياسية ، وكانت كما خطط لها هوية فرعية الى جانب الهوية الوطنية الشاملة والجامعة لكل الهويات الفرعية ومن ضمنها الهوية الحزبية ، اضافة الى مشاركتها في العديد من المؤتمرات الدولية لفضح جرائم البعث ، ونشر مظلومية الشعب العراقي في هذه المحافل الدولية  قانون اللذة المتناقصة في شعور الانسان تجاه إشباع رغباته ، يوحي بوجود ( قانون الفائدة المتناقصة ) حتى تصل الى حد التقارب النسبي بين السلبيات والإيجابيات ، ان لم تطغى الاخيرة في الكثير من المواقف ، اذ لو تخلت هذه الأحزاب عن الوظائف التي رسمت لها كانت تكتلات ذات تأثير سلبي ، يساهم في أضعاف وتشتت المجتمع ، ليكون عبارة عن مجموعة أشخاص نظموا امرهم لتحقيق غاياتهم الشخصية تحت غطاء الديمقراطية والتعددية ، ولا يربطهم بالمجتمع غير استخدامه للوصول الى السلطة ، وإضفاء الشرعية على تصرفاته وشعاراته  المعضلة الامنية التي ما انفكت تلاحقنا مفخخاتها وانفجاراتها بين الفينة والأخرى ، ليس لها حل واحد فقط ، اذ تحتاج الى تكامل مجموعة حلول ( امنية واقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ووووو ) ، لتنتج لنا ارضية غير قابلة للاختراق ، ومحصنة تجاه التهديدات الداخلية والخارجية ، واهم هذه الحلول يقع على عاتق الأحزاب الجماهيرية ، في ايجاد قاعدة جماهيرية متماسكة ، وفِي نفس الوقت منفتحة على قواعد الأحزاب الاخرى ، يختلفون في التوجهات والميول والاراء ، ولكن يجمعهم مصلحة الوطن ، التي يفترض انها غاية هذه الأحزاب ، اذ من خلال وظيفة التثقيف والتنشئة السياسية التي تقوم بها الأحزاب ، تكون هنالك مواد تضخ لهذه الجماهير ، من أهمها الديمقراطية والتعددية وتقبل الاخر واحترام رأيه واختلافه ، اضافة الى حرية الدينية والمذهبية والتسامح في هذا الجانب ، والنظر الى المختلف ليس على أساس الخصومة ، وانما على أساس الشريك في الوطن والمصير  التحزب المنغلق والتعنصر الحزبي يفتك بالتعايش السلمي بين ابناء المجتمع ، لانه يخلق جيش ( غير مسلح ) لكل حزب ، مهمته الدفاع عن اخطاء نوابه ، ومحاولة الهجوم على كل من ينتقص من طروحاته ومواقفه بل وحتى أخطائه ، ويخلق هوة كبيرة بين ابناء المجتمع ، ليكون الولاء للحزب وقيادته قبل الوطن ومصلحته ، ليمر الارهاب واصحاب الاجندات والمشاريع الهدامة من هذه الهوة ، التي تتسع بين ابناء المجتمع يوماً بعد يوم ، واحدى مسببات ذلك ان كل حزب لديه اتباع ، على النقيض من فلسفة الانصار والمؤيدين ، اذ الاتباع تنبع تصرفاتهم ومواقفهم بداعي التعصب ، ويفقدون القدرة على التحليل والتفكير الموضوعي المستند على الأدلة العقلية والمنطقية ، وهو ما يعتمده الانصار والمؤيدون للأحزاب ، فان انجذابهم لسياسة وموقف حزب معين يستند الى طروحاته ومواقفه التي يعتقد بصحتها ، بعد ان تصمد امام الانتقادات الداخلية قبل الخارجية ، لتثبت عمليتها اولاً ، ومنطقيتها ثانياً .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك