وضحة البدري
مما لاشك فيه أن الإنسان عدو ما يجهل؛ وكلما زاد وعيه, في غالب الأمور التي تهمه في الحياة؛ زال الغموض الذي يحيط به. من الأمور التي بتطلبها عصرنا الحديث، هي الوعي والثقافة السياسية، لما تشكله من أهمية, لرسم مسار الشعوب؛ وطبيعة عيشها الكريم، فَلَوْ أتينا للشعب العراقي, وماحدث عام ٢٠٠٣،بعد سقوط النظام الديكتاتوري القمعي، اتسعت أبواب الحرية أمام الشعب العراقي، ومنها حرية التعبير عن الرأي الذي بلاشك تحتاج الى وعي سياسي فقده الشارع العراقي فيما مضى كونه كان من أشد الممنوعات عليه، مما تطلب عمل كبير لتشكيل الوعي السياسي للشارع العراقي ليتمكن من التعبير عن رأيه وفق أسس وضوابط، يحكمها العقل والمنطق، وتعيش الواقع، لكن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بشكل منفلت مع حرية مطلقة في التعبير عن الرأي، والذي يشكل خطراً كبيراً على الحرية، التي منحت لهذا الشعب المظلوم، والمفترض أن تستغل بالطرق الصحيحة، لتحقيق العدالة والسلم الإجتماعي والسياسي معاً.
مِنَ المهم أن يعي الشعب العراقي، أن المسؤولية الوطنية تعني التأييد للمشروع والبرنامج الذي يقدمه الساسة، وليس التأييد الاعمى بناء على الحزبية أو المذهبية او العشائرية. بل أنه بحاجة كبيرة, لتنمية ثقافته السياسية, ويعزز ثقافة الإنتخاب التي ما زالت في طور النمو، كي لا يقع ضحيةً للوعود الانتخابية التي يطلقها بعض تجار السياسة، وأصحاب الشعارات الزائفة والخطب الرنانة، ويكون مسؤولاً عن إختياره الإنتخابي،ويجعل ضميره،هو الميزان الذي من خلاله يمكن التحكيم في مختلف الشؤون.
ولله درُّ القائل: الحُرُّ يأبى أن يبيعَ ضميرَه -- بجميعِ ما في الأرضِ من أموالِ.
https://telegram.me/buratha
