د ناجي الربيعي
على الرغم من تأخر طبع وتوزيع المناهج الدراسية للعام الدراسي الحالي،إلا أننا لم نلمس الا تحركا خجولا لبعض أعضاء لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي لاغير،مع ان هذا الامر يخص كل اسرة عراقية من مختلف شرائح المجتمع العراقي.وإذا كان هذا يعد “تقصيرا من الاسلاميين”،فإننا لم نلمس بالمقابل تحركا من “التيار المدني” كتحركه للدفاع عن حرية”تعاطي الكحول”و”حرية افراح شوقي”.
إلا أن الامر لم يقتصر على مسالة طبع وتوزيع المناهج وتاخر ذلك، بل ان تعداه الى مسائل اخر اهم بكثير:
1-ان مسألة تغيير المناهج باتت مسالة شبه سنوية،وهذا أمر غريب ومريب،أقل مايفهم منه هو محاولات الاستفادة من عمولات المطابع،او الوجه الاخر للعملية،الآ وهو اختلاق ابواب للصرف تسهم في نهب الموازنة العامة.كما يفهم من ايفاد 80 الف معلم ومدرس الى “لبنان” بدعوى التدريب على مناهج اللغة الانجليزية ! فضلا عما في ذلك من ارهاق وخلق لحالة فوضى في الوسط التعليمي. لاسيما ان لحظنا ان بعض التغييرات في المناهج لبعض السنوات لم تكن ذات معنى،لاقتصارها على تعديل بعض الصور والاسماء ليس الا. وهذا ما أوصل مديرية المناهج لان تنشر في موقعها منهاج للاعوام(2015-2016)!
2-مما سجله المختصون بالمسيرة التعليمية في التاريخ العراقي،تحميل ساطع الحصري مسؤولية خلق مناهج دراسية تثقل كاهل الطالب العراقي وتحوله الى (رام او هارد)لخزن المعلومات باكبر قدر ممكن واعادة درجها في ورقة الامتحان،من دون أن تجعله مستوعبا للفكرة العلمية متقبلا لها، بل ان الامتحان والدراسة اضحيا عقوبة للطالب،حتى ان الكثير من المعلمين يقومون بمعاقبة الطالب باعادة كتابة الدرس لعدد كبير من المرات،فيكون الدرس بذلك عقوبة للطالب بصورة رسمية،وهذا مانلمسه اليوم بصورة رسمية في المناهج الدراسية الجديدة،فقد لاحظت وجود بعض مواد الاحياء والجغرافيا والرياضيات وغيرها في المناهج الابتدائية،بل وفي الصف الثاني او الثالث الابتدائي حتى.الكثير مما درسناه في المرحلة المتوسطة بات يدرس اليوم في المراحل الابتدائية،بل ان حجم الكتب للدراسة الابتدائية قد تضخم بشكل كبير. وأضرب مثالا لذلك بكتاب العلوم للصف الثاني الابتدائي، والمعلوم ان الصف الثاني يعد مكملا للصف الاول الابتدائي لتعلم مهارات القراءة واتمام تعلم قراءة وكتابة ونطق الحروف العربية وحالاتها،فكيف ينسجم ذلك من حجم ومحتوى كتاب العلوم للصف الثاني الابتدائي للعام 2016؟ وللثالث والرابع ...الخ؟!
3-لقد اصبحت الحقيبة المدرسية بما تحمله من تلك الكتب كبيرة الحجم، ومن دفاتر باحجام كبيرة توازي تلك الكتب،وتوازي متطلبات بعض المعلمين الجهلة،ثقيلة جدا جدا لايمكن ولايقبل طبيا ان تحمل من قبل ذلك الطالب الضئيل في الصفوف الابتدائية. كذلك فان حجم الواجبات البيتية قد قضى على طفولة الطفل العراقي وانهكه في انجاز تلك الواجبات وجعله يتذمر من الدراسة والمدرسة،بمعنى اننا نسير بالاتجاه المعاكس لما تسير عليه الدول المتقدمة في مجال التعليم.
اننا اذ نسوق اليوم مثالا على التعليم الابتدائي في فنلندا،فاننا لانطالب بأن نقفز لتطبيق ذلك النظام، فلا المعلم العراقي،ولا الاسرة العراقية قادرة على تقبل وتطبيق مثل ذلك النظام،ولكننا نريد ان نلفت نظر المعنيين الى معنى الطفولة،ومرحلة الطفولة،ونسعى لمنع محاولة جعل المدرسة والكتاب عدوا تاريخيا للطالب العراقي.
https://www.youtube.com/watch?v=uyG_EpzXVhg
https://telegram.me/buratha
