الصداقة مصدر قوة كل علاقة جيدة ومتينة،وهي متعددة المصاديق،بدءاً من العلاقات الفردية،والأسرية، والمجتمعية،والسياسية.
كلما كثر الأصدقاء،عمّ النفع والفائدة بشكل أكثر،فعن الامام الصادق عليه السلام:(أكثروا من الأصدقاء،فأنّهم ينفعون في الدنيا والآخرة،أمّا الدنيا فحوائج يقومون بها،وأمّا الآخرة فقول أهل جهنم:(فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم).
في نظري القاصر،الصداقة السياسية تعد من أهم الصداقات،فالدولة التي تبني علاقات متينة وحميمة مع بقية الدول،فمن المؤكد تعود الصداقة عليها،بالخير والنفع الكثير،بخلاف الدولة التي تستجلب العداء لشعبها، نتيجة سلوكها وممارستها الخاطئة في السياسية.
كذلك القائد والحاكم،الذي يحسن التصرف بإدارته،ويحتوي الجميع بأسلوبه وسلوكه الجميل،يكسب كثير من الاصدقاء،وبذلك يكون قد جنّب نفسه، والبلد الذي يحكمه كثير من المشاكل والفتن الداخلية،نعم! هناك بعض يعاني من أمراض الحقد،والحسد، والعداوة،وهو يريد الإيقاع بك في كل الأحوال،وأفضل علاج له مقابلة أساءته بالاحسان إليه.
عندما بايع المسلمون الإمام علي عليه السلام،دون ضغط وإكراه،امتنع عن بيعته نفر،كعبدالله بن عمر،وسعد بن ابي وقاص،أوصى الامام عليه السلام، بعدم التعرض لهم،وإجبارهم على البيعة كالذين سبقوه بالخلافة.
ولما طالب المسلمون عبدالله بن عمر، اذا لم يبايع بأن يأتي بضامن يكفله على عدم التآمر والقيام بفتنة، قِبلَ الامام عليه السلام،ان يكون هو الضامن له!.
ان الحياة مبنية على الرحمة،والحب، والرفق،واللين،وليس على العداوة، والكراهية،والبغضاء.
على أي حال فالصداقة،تشعرك بالقوة، والعدالة،والحق،والصديق يعتبر كالنفس، والمرآة للإنسان نفسه،فعن الامام علي عليه السلام:(الصديق نسيب الروح،والأخ نسيب الجسم).
يقول السيد المدرسي:(من أهان صديقه أهان نفسه،وهو في ذلك كمن يبصق على نفسه بالمرآة، فلربّما لا يصيبه البلل ولكن تصيبه الإهانة حتماً).
اليوم في العراق نحتاج الى صداقة حقيقية بين السياسيين،لكي تحقن الدماء في هذا البلد المبتلي بالنزاعات والصراعات منذ 13 عاماً،لم نجني منه سوى القتل،والفقر،والبؤس،والحرمان، والخراب،والتشريد،والتهجير،لقد آن الأوآن لتصفير كل المشاكل والأزمات لتبنى على قاعدة الصداقة والتسوية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha