المقالات

سجاد البصيري قصة شهادة وخلود

1805 2017-01-21

عمار العامري    عندما نقرأ التاريخ, ونطلع على مواقف الشجاعة والبسالة, التي سطرها الافذاذ عبر الحقب الماضية, لم نكن واثقين منها, ربما نتوقع للأساطير والحكايات الخيالية تأثير بنقل تلك الروايات, لكن عندما تابعنا ما يحدث في ساحات الدفاع المقدس, استشعرنا حقيقة ما أرخه التاريخ لنا, تتجسد على أرض الواقع في الحرب ضد الارهاب.
   من تلك الحقائق؛ بطولات ومواقف تستحق الاشادة والثناء, يمكن أن تكون فلماً سينمائياً, لما فيها من إثارات لا يقدمها أنسان عادي, إذا لم يمتلك قدر كافي من الشجاعة, والاقدام منقطع النظير, جسدها بطل من متطوعي فتوى الجهاد الكفائي, سجاد عزيز البصيري, شاب من مواليد البصرة الدير 1988, ترعرع في اسرة مؤمنة, تغذى بأكنافها حب أهل البيت "عليهم السلام" وعشق الوطن.
   أسرة عرفت بجهادها ضد البعث الصدامي, هاجرت للجمهورية الإسلامية في الإيران, قدمت الكثير من أبنائها شهداء من أجل إسقاط صدام, بعد تغيير النظام السابق, عاد الشهيد سجاد مع أسرته إلى أرض الوطن, ليكن أحد الفاعلين باللجان الشعبية, التي شكلها المجلس الاعلى عام 2006, لدرء الخطر عن المدن والاحياء المستهدفة, تزوج ورزق بثلاث اطفال, وكانت له نشاطات اجتماعية فاعلة في منطقته.
   بعد الفتوى المباركة؛ كان أول الملبيين لنداء المرجعية العليا, شارك بالعديد من المعارك في بلد والضلوعية, حتى استقر فيه المقام الى حين شهادته في جبال حمرين, فقد شاع صيته من خلال مواقفه البطولية المشرفة, يُذكر إن قامت مجموعة إرهابيه في منطقة بلد الرفيعات, بنصب إعلام داعش, كان الشهيد سجاد يتابع ذلك, استأذن من أمر الفوج, بالقيام بذلك الواجب المهم والخطر.
   كانت المسافة بين المجاهدين والارهابيين, قليلة جداً, ويفصل بينهم نهر صغير, عبر الشهيد وأثنان من رفاقه النهر, بحدود الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل, تسللوا لمقراتهم, وأنزلوا الرايات, واستبدلوها بالعلم العراقي, واعلام الحشد, وفي أحد المحاور القتالي, ضيق إرهابيون الحصار على بعض المتطوعين, التابعين لقوات بدر الجناح العسكري, فستنجد أمر لواء المحاصر, فهب الشهيد سجاد ومجموعة معهم, وفعلاً فكوا حصارهم.
   وفي اليوم الذي استشهاده, كان مع زملائه بالخطوط الأمامية في مواجهة العصابات الارهابية, بينما هم كذلك؛ تفاجئوا بتعرض من قبل الارهابيين على مقراتهم من الجهة الخلفية, جاء النداء من تلك المقرات طلباً للإسناد, فرجع الشهيد سجاد لوحده دون إي إسناد, وهو ينادي "لبيك يا زهراء", فقتل فيهم حتى نفذ كل ما لديه من اعتدة, بينما هو يقوم استبدال مخزن الذخيرة.
   حاصره الارهابيون, وكانوا يرغبون بأسره حياً, ولكنهم لم يستطيعوا ذلك, لانهم يعرفون من هو سجاد البصيري, وهو عرف كيدهم أثناء مواجهته لهم, تفاجئ بخروج أحدهم إليه, لضربه بصدره بالسلاح الابيض, فرد عليه الشهيد سجاد بضربة قاتلة, مكنت عنصر أخر بضرب الشهيد في عينه, وصل تأثيرها إلى رأسه, ليستشهد من لحظتها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك