المقالات

البخاتي عنوان في القضية الإسلامية

2422 2017-01-31

عمار العامري

   تعد القضية الاسلامية, أعقد القضايا, وأشدها مواجهة للظلم والظالمين, منذ صدر الإسلام الى يومنا, وفي استمرار حتى يأذن الله تعالى, إعلان دولة العدل الالهي, لذا: لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى.. حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ, هذا ما أراده عزت إرادته لقضيتنا المقدسة, أن تسقى بالدماء الظاهرة, لتحظى بالمقام الرفيع.

   إن الحديث عن قضية الإسلام, والدفاع عن إحكامه ومقدساته, ارتبطت ارتباط وثيق بمذهب أهل البيت "عليهم السلام", فكان أتباعهم وأنصارهم هم الحماة عنها, والمقاومين من أجلها, جيل بعد جيل يحملون راية الجهاد والثورة والمقاومة, على امتداد البلدان, ليس هناك حدود معينة تفصل, مقدمات القضية عن نهائيتاها, لذا تجد قادة الركب؛ في كل مكان يقاتلون أعداءها, وفي طليعتهم؛ الشهيد صالح البخاتي.

  الشهيد البخاتي؛ ولد لأسرة علوية كريمة, بقضاء المشرح محافظة ميسان عام 1967, تربى في كنفها, وبين ظهراني السادة البخات, ارتوى طاعة الولاية, وعشق المرجعية, والولاء المطلق للقضية الإسلامية, نذر حياته من أجل ديمومتها, ورفض الأنظمة المستبدة, هاجر العراق نحو الجمهورية الاسلامية, مطلع الثمانينات من القرن العشرين, أنظم "لحركة حزب الله العراق" مشارك في عملياتها بالداخل, فأعتقل على أثرها عام 1984.

   تولى بعد ذلك, محور الدفاع المقدس في جزيرة كميت, قاد أخطر العمليات الجهادية وأشرسها ضد البعثيين, حتى اعترفت القيادات العسكرية البعثية بذلك, بالانتفاضة الشعبانية؛ برز من بين القيادات الميدانية, التي دخلت العراق لإدارتها, رغم الاثار المترتبة على نهايتها, لم يثنيه ذلك عن تنفيذ اصعب العمليات, فــدك مقر الأمن العام في بغداد عام 1994, بصواريخ الكاتيوشا, فأرعب النظام آنذاك وهز كيانه.

   بعد التغيير عام 2003, لمع السيد البخاتي؛ في ميدان العمل السياسي بعيد عن الاضواء, كان صاحب رؤى صائبة, لتقويم مسيرة الحركة الاسلامية, فكان مصداق لمقولة شهيد المحراب: "لا التمس في هذا السيد الا الصدق الطاغي" فصدق القول على الفعل, فكان أول المدافعين عن حرم السيد زينب "ع" بسوريا , فأسس "سرايا أنصار العقيدة" عام 2014, وقادة كتائبهم بمعارك الحجيرة والبويضة.

   عندما استمكنت العصابات الارهابية, من التمدد بالمحافظات الغربية في حزيران 2014, أسهم بقيادة سرايا الجهاد في معارك؛ "الشاخات والضابطية, وعزيز بلد وجرف الصخر وتكريت وبيجي, وجبال حمرين, والثرثار وذراع دجلة, الصقلاوية, وستبقى "معركة البو شجل" عنوان بارز في تاريخ البخاتي؛ قيادة وتخطيط, وسيرتفع صوته مدوياً, كلما ستذكرنا معركة الصقلاوية؛ "ها نحن؛ دخلناها محررين فاتحين منتصرين, ناصرين ومحررين للأهل والارض والعرض".

   الا إن دعاءه بنيل الشهادة, كان استحقاقه الذي تكرم فيه, يوم ولادة الإمام المهدي المنتظر "عج", بالخامس عشر من شهر شعبان, الموافق 12/ 6/ 2016, ليكون مسك الختام لمسيرة حافلة, بالمواقف المشرفة والبطولات الرائدة, من أجل القضية الاسلامية, التي كان الشهيد صالح البخاتي؛ أحد أبرز رموزها في إيران والعراق وسوريا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك