المقالات

التحالف الوطني ورمزيته السياسية للشيعة

1528 2017-02-01

عمار العامري

   التحالف الوطني؛ كان ومال زال منذ عام 2004, الممثل السياسي الاشمل عنواناً, والاكثر اعتماداً للأكثرية في العراق, بعيداً عن كل المزايدات الأخرى, التي يراهن أصحابها على وجود تصدع هنا وهناك, لأسباب معروفة, لذا فإعادة محورية التحالف من جديد, تجديد لرمزية قيادة شيعة في العراق, بشرطية عدم وضع العراقيل أمام مسيرته.

   بعد مرحلة أعادة البناء الداخلي له, وترتيب أوراقه من جديد عاد التحالف الوطني للواجهة, بدأت قياداته بالنزول للشارع, والاستماع للمشاكل, من خلال اللقاءات الميدانية مع السلطات التنفيذية والرقابية, والنخب الاكاديمية والاجتماعية في المحافظات, خطوة مهمة لزيادة التواصل, وتذليل العقبات بين الحكومات المحلية والاتحادية, خاصة بالمشاريع المعرقلة, وتوطيد علاقة الدوائر مع الوزارات فيما يخص, تطبيق قانون 21 للمحافظات غير المنتظمة بإقليم.

   التحالف الوطني؛ الذي يراد له أن يكون القيادة الفعلية؛ سياسياً وامنياً واقتصادياً للعراق, بالتعاون مع الأطراف الأخرى, لابد أن تكون هناك ثقة عالية في إدارته, منبثقة من روح التعاون والتكاتف الصميم, بين القيادة والقاعدة, وذوبان كل المشاكل الحزبية والفئوية والشخصية, المتراكمة خلال السنوات العجاف الماضية, فوحدة التشيع؛ لا تكون في دعم هذا الطرف, أو ذاك على حسابات الوحدة الشيعية نفسها.

   ما دام المشروع الاسلامي الوطني واحد, لابد أن تركن المصالح السياسية الأخرى جانباً, فمجريات الإحداث الإقليمية والدولية حاضرة, وتأثيراتها كبيرة على العراق, كونه معرض لكل الأزمات المتوقعة؛ الأمنية والسياسية والاقتصادية, ما يملي على ساسة البلد؛ التوحيد والتفاهم على الخطوط العامة لمستقبله, وهذا ما يحتاج وقفة تاريخية للقيادات الشيعية, خاصة في إدارة دفة التحالف الوطني, وعدم ترك الأمور سائبة لغايات ضيقة.

   الانتخابات؛ وما تفرزه, لا يمكن أن تكون بديلاً عن وجود الاطار العام للشيعة, فدخول كتل التحالف مجتمعة في قائمة واحدة, أفضل بكثير من دخولها متفرقة, فالقوة في الوحدة, ولا تجزئة يطلب من خلالها, تقسيم المكاسب بين التحالف, والكتل الشيعية التي تخرج منه قبل الانتخابات, كما ترغب أن تفعلها كتل تغاز الشارع حالياً, باستهدافها وحدة التحالف, محاولة الخروج عنه بأساليب ملتوية.

   الحالة الشيعية؛ لا تطمح بتصارع الاخوة فيما بينهم, والقاء التبعات على نفس التحالف, فكل الأمور مورد اهتمام, ولا تحتاج لمزايدات, من يريد الدفاع عن التشيع شعباً وعقيدة, عليه ركوب السفينة, لا يأتي بعد ذلك يطالب باستحقاقات, فالشارع العراقي عانى ما عانى من الفرقة والاصطفاف, والحالة الحزبية الضيقة, حتى نفرت الناس "كل الاحزاب", وامتعضت من شيء أسمه "دين", بسبب التصرفات الخاطئة.

   تبقى الرمزية للوطن والمذهب في أصل الوحدة, والقوة في توحيد الموقف, وتحديد الأهداف في السعي لتحقيقها جميعاً, فليس هناك طرف مقدم على أخر, فالتاريخ يحفظ الحقائق كما هي, وسيلعن كل أنسان على سوء عمله, ويرفع كل ذو شأن عظيم لمنزلته, فالبناء الشيعي بوحدة الكلمة, وليس هناك بناء من خارج السور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اياد قاسم الزيادي
2017-02-01
القوة تكمن في الوحدة، والضعف في التفرقة. كنت موفقاً استاذ عمار العامري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك