المقالات

النازحين فتيل القنبلة القادمة !

4044 2017-02-02

عمار جبار الكعبي  قبل ان تخطو الخطوة الاولى نحو غايتك ، اعرف أين هو الامام ! ، فلربما الذي ضننت انه امام يكون هو الوراء ! ، فلسفة الاولويات تعتبر الفلسفة الاخطر في اعادة ما دمره الارهاب ، وخصوصاً المشكلة الاجتماعية ، فمعضلة النازحين أعمق واخطر من مدن تم تدميرها ، الاخيرة من الممكن ان يتم إنهائها بمنحة او قرض او اعادة تدوير لمصروفات الميزانية نحو اعادة إعمار هذه المدن ، ولكن النزوح الذي حصل ترك أثراً عميقاً في نفوس ساكني هذه المدن ، وخصوصاً فقدانهم للثقة بقدرة الدولة على حمايتهم وممتلكاتهم ، وكذلك خوفهم من القادم بعدما ذهبت احلامهم لفترة ادراج الرياح ، والأعمق من كل ذلك هو الجيل الذي تربى في مخيمات النزوح ، وما غُرس في أعماقه من شعور بالاستسلام والاتكال على حكومة تترنح في قراراتها ومواقفها ، ليترك وحيداً في ليل مظلم ، تصطك اسنانه على بعضها من شدة البرد ، في مخيمات أشعرته بالغربة داخل وطنه  المطالبة بأعادة النازحين الى مناطقهم يعتبر حل لإحدى المشاكل ، ولكن بنظرة من جانب اخر نجد ان إعادتهم بهذه السرعة يعتبر خطوة الى الوراء وليست الى الامام ، النزوح عمق من المشكلة الاجتماعية الموجودة أصلاً ، حيث كنا نخشى من ازمة بين الطوائف المختلفة ، ولكننا الان امام ازمة داخل الطائفة الواحدة ، وخصوصاً في المدن التي تعرضت للنزوح ، اذ بعودة النازحين الى مناطقهم ليشاهدوا المتسببين بنزوحهم احرار طلقاء ، لم يتعرضوا للقصاص القانوني وسط مجتمع عشائري لا يحتكم الى القانون والقضاء من جهة ، وضعف الاخيرين من جهة اخرى ، سيفتح الباب على مصراعيه امام الثارات العشائرية ، وتصفية الحسابات مما يجعلنا امام ازمة اخرى أعمق من التي سبقتها ، مما يجعلنا نخطوا خطوة اخرى بأتجاه الحروب الأهلية ، اذا ما تم إهمال الامر والإسراع بإعادتهم للحصول على اصواتهم لقرب الانتخابات !   الارضيّة المجتمعية غير مهيئة لإعادة التعايش السلمي للمناطق المحررة ، كونها ستكون على صفيح ساخن ، وبوجود دعاة الفتن والإعلام المحرض على الاقتتال ، ما هي الا ايام او أسابيع ليشتعل فتيل الاقتتال ، مما يجعلنا بحاجة ماسة لمشروع جامع يهيىء لارضية تكون قادرة على امتصاص هذا الاحتقان ، بوسائل تتمتع بالمرونة والعدالة من جهة ، مع عدم اغفال المصالح العليا التي لا يمكن تناسيها بداعي تحقيق العدالة من جهة اخرى ، ليكون المشروع جامع ذو ابعاد اجتماعية تجد الحلول التي تنسجم مع الواقع الاجتماعي المتردي لهذه المناطق ، وايضاً لا يهمل الجانب الاقتصادي ومحاولة إنعاش المناطق المحررة ، ليكون سكانها مشغولون بإعادة أعمالهم وتجاراتهم التي انتهت جراء الحروب ، ليختم هذا المشروع بالبعد السياسي الذي ينطلق من رؤية واقعية لواقع العملية السياسية ، ليضع حلول واليات سياسية تنهي مسائل الخلاف التي كانت فتيل الأزمات السابقة ، كالاعتراف بحكم الاغلبية ، وكذلك الايمان بالعملية السياسية ، وعدم لعب دور الحاكم والمعارض بوقت واحد ، وغيرها من المشاكل التي عمقت من ازمة الثقة بين المواطن والحكومة والبرلمان .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك