المقالات

عاصفة التكنوقراط ووزراء الأحزاب

1027 2017-02-05

عمار العامري

   عاصفة عارمة مرت على العراق, قلعت الجذور الفاسدة, وأرهقت أخرى, لكنها ما أن هدئت, رجع كل شيء الى حاله, سكت الشارع, وتبدلت الخطب, وتوقفت المؤتمرات الاعلامية في هذا المجال, من أستقال فقد أستقال, ومن أقيل فقد خسر تاريخه, قرارات مجلس الوزراء, ودعم البرلمان لها, لم تثني عن اختيار وزراء متحزبين.

   لم يكن صيف عام 2015 استثنائياً, في توقعات البعض, الا إن الاغلب تماشت مع الحالة كما هي, المظاهرات التي خرجت في المحافظات الجنوبية, للمطالبة بتحسين الخدمات لاسيما الكهرباء, لم تحسن شيء سوى كهرباء البصرة, توسعت التظاهرات فعمت العراق, قلنا في وقتها؛ إنها بدأت تأخذ منحى سياسي, أكثر مما هي ذات طابع عفوي, خاصة بعدما رفعت فيها شعارات تستهدف جهات معينة.

   بعدها أخذت تتساقط من كابيته العبادي الوزارية مراكز قوتها, قدم عدد من الوزراء استقالاتهم, وأتبعتها حملة من الاقالات شملت عدد من الوزراء, ولم تدرك البعض الاخر, جاء بعدها الإصلاح الذي كان معول فيه, أن يشمل رئيس الوزراء نزولاً, أذا كانت فعلاً الرغبة حقيقية في المطالبة بحكومة تكنوقراط, لكن يبدو إن الهدف لم يكن نبيلاً, فالاستهداف بدأ واضحاً لشخصيات وجهات محددة.

   عام ونصف؛ وما حدث خلاله من أحداث أمنية مهمة, وصلت لألقاء التهم بين الجهات السياسية المتنفذة, الماسكة للداخلية, والمتشبثة بالأمن والدفاع النيابية, مع التقدم الأمني الملحوظ في قواطع العمليات, بالحرب على الارهاب, الذي خلا من وزير للدفاع, حتى بدأت الضغوط تتصاعد على رئيس مجلس الوزراء, بتقديم أسماء للوزارات الشاغرة, عادت الأمور الى سابق عهدها, وتناسى الجميع أسباب الاستقالات والاقالات الوزارية.

   لا نعلم هل السبب في رئيس الوزراء؟؟ إم سيطرة الاحزاب على القرار النهائي؟؟ إم للمجاملات والاصطفافات تأثير على ما يجري؟؟ أو قرب موعد الانتخابات, كان السبب في الرضوخ للمطالب السياسية, وتجاهل صوت الجماهير, حتى الجماهير نفسها, أخذت تتماشى مع الأمور, بدون أن تستذكر الأسباب, والتحديات السابقة التي أجبرت من نجح بكفاءته ونزاهته في إصلاح وزارته, أن يستبدل بشخصيات حزبية بامتياز.

   هنا يمكن؛ أن نجيب على سؤال, هل للمحاصصة الحزبية نهاية في الحكومات القادمة؟ مع أنها أثبتت فشلها في العراق على حساب النوع والاختصاص, فلم تعطي أغلب الاحزاب أنموذج ناجح للوزارات, ما خلا بعض الوزراء الذين اثبتوا بالدلائل نجاحهم في وزاراتهم, لكن يبقى أن نطرح سؤال, هل من يتولى رئاسة الوزراء؛ ينفذ البرنامج الحكومي لحكومته؟ أو برنامج الحزب الذي ينتمي اليه؟؟.

   التحالفات السياسية؛ المؤلفة للحكومات تتحمل الجزء الكبير, كونها تهتم باختيار الوزراء, ولا تعنى بما دونهم, والحقيقة المؤلمة في العراق, إن من يحكم ليس الوزراء, أنما الشبكات الحزبية المتأصلة بالوزارات والهيئات, خلال الحكومات السابقة, ثبت إن "الدولة العميقة"؛ هي من تعيق أي مشروع تغييري, فلا إصلاح ما لم تقلع من جذورها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك