المقالات

ملائكة تقاتل على سواتر الجهاد

1151 2017-02-06

  عمار العامري    نحسبهم ملائكة؛ ونراهم أجل قدراً منهم عند الله تعالى, يعرفونها النهاية, ويقدمون عليها كالطود الأشم, نهاية في حياة زائلة, لا تعادل لديهم يوم في جنة باقية, يسيرون نحوها الى الخلود الأبدي, تاركين الأهل والعيال, عندما يفتح الله تعالى أوسع أبوابه لعباده الصالحين, أولئك هم الشهداء, ومنهم شهيدنا حسن سنوح الركابي.
   بقرية الجدوع؛ أحدى قرى ناحية قلعة سكر في محافظة ذي قار, ولد الشهيد حسن سنوح عام 1971, لعائلة مجاهدة مؤمنة بمنهج أهل البيت "ع", تربى أبنائها على رفض الظلم, ومعارضة الانظمة الفاسدة, مدينين بالولاء للمرجعية الدينية العليا, هاجر أبنها الأكبر "أبو فردوس" نحو الجمهورية الإسلامية عام 1987, ليلتحق بصفوف المعارضة العراقية فكان أحد مقربي السيد محمد باقر الحكيم في المهجر.
   مَن تبقى من أسرتهم, عانى ما عانى نتيجة ممارسات سلطات البعث ضد عوائل المجاهدين, خاصة بعد مشاركتهم في الانتفاضة الشعبانية, عاشت أسرة آل سنوح؛ شظف العيش, وقساوة الحياة, مؤمنة بقضاء الله وقدره, كما عاش العراقيون أبان سنوات المحنة, وويلات الحصار الاقتصادي, ومتابعة الأجهزة الأمنية لهم, كان الشهيد حسن؛ المعيل الرئيس للعائلة, تحمل أقسى الظروف من أجل توفير حياة كريمة لأهله.
   تزوج الشهيد حسن, رغم كل المعاناة, فرزق بولد أسماه عباس؛ حالياً طالب في الصف الخامس العلمي, الأكبر من بين أخواته الأربعة, بعد التغيير عام 2003, تنفست تلك الأسر الصعداء, نخرط أبنائها في الاعمال الاجتماعية, تحسين ظروفهم المعيشية نوعاً ما, حتى حدث ما حدث بعد سقوط الموصل في 10 حزيران عام 2014, تمدد العصابات الارهابية, فأصبح الدفاع المقدس على أسوار بغداد.
   كانت قرية آل جدوع؛ من القرى التي هب أبنائها ملبيين نداء المرجعية العليا, منذ الإيام الأولى للفتوى المقدسة, فشكلوا مع نخبة من أبناء الجنوب الاشاوس, "فوح خاتم الأنبياء" الذي سجل المجاهدين خلاله بطولات كبيرة, ومواقف مشرفة بالدفاع عن العقيدة والوطن, في صفوف سرايا أنصار العقيدة, ثم مع سرايا الجهاد, ضمن تشكيلات تيار شهيد المحراب, في قواطع حزام بغداد وتكريت والموصل.
   شارك الشهيد حسن؛ في معارك اللطيفية والشاخات وجرف الصخر, وعزيز بلد ومكيشيفة وزلاية, وتلال حمرين وصحراء الصينية والصقلاوية, يُذكر أثناء مشاركته في الدورة قتالية في إيران, خلع حذاءه العسكري ليغسل رجليه, فقال له رجل إيراني يتكلم عربي, "أنا سوف أغسل رجليك, لكن لا تنساني في يوم القيامة, لأنك ستذهب شهيداً, وقل لربي إن فلان غسل رجليه, وسوف يجزيني الله عليها".
   هكذا بدأت تراوده الخواطر, بأنه سوف يلاقي ربه مضرجاً بدمه, شارك في عمليات تحرير الموصل, قاطع تلعفر تل الزلط, لتكون فعلاً تلك الساعات لحظات الفراق؛ بين الحبيب وأخوته وأهله, فوقعت اشتباكات مع العصابات الارهابية, فكان الشهيد حسن متصدياً لهم على الساتر, فإصابة إطلاقة برأسه, فلاقى ربه مبتسماً, لنيله وسام الشهادة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك