المقالات

المواطن العراقي، واللصوص الثلاثة

1538 2017-02-10

محمد الشذر روى لي والدي انه في خمسينات القرن المنصرم، كان هنالك ثلاث لصوص، يقومون ليلا بالسرقة، وكانت السرقة آن ذاك تشمل "الحلال" -كلمة في اللهجة العامية تعني المواشي والاغنام-، وفي صباح اليوم التالي يجلسون في احد مقاهي المدينة، المعروفة وحين يأتي الشخص المسروق يبحث عن ما يخصه، يتوسطون له ويقولون؛ سنجلب لك ما هو لك مقابل مبلغ مالي، فيقوم بالتسليم على انهم هم الوسطاء! ويذهب ليجد ما يخصه في مكان معروف، "هورة خليل"-احد المناطق التي تملأها المياه، في مدينة الشطرة.
دارت عجلة الزمن ودفة الحكم تنتقل بين حين واخر، من جهة الى اخرى، حتى وصلت الى ما وراء 2003، اي بعد تحرير العراق، او احتلاله، فلا غبار على التسمية، فلم تتغير تلك الوجوه كثيرا، ولم يختلف حزب البعث عما تلاه، فنفس النفس الطائفي، تم ممارسته، فحزب البعث الذي يديره ذوي الافواه العوجاء سابقا، وتوزيع المناصب على كل من هب ودب بمجرد انتمائه لعوجة صدام، او تكريت برزان وجلاوزته، ليتسنمو المناصب السيادية في الدولة، رغم عدم دخول  الكثير منهم الي اي جهة تعليمية، لا بل حتى لم يجتازوا التعليم الابتدائي!
نفس التجربة البعثية تم استنساخها، في الحزب الحاكم الذي حكم العراق لثمان سنوات، ليدخله في دوامة توزيع المناصب السيادية على كل من هب ودب، ليعود العراق الى المربع الاول، في طاولة توزيع المناصب، لتتبعثر امواله، في الخارج، وتنسف الميزانيات، وتضيع الاراضي، والادهى من ذلك سفك الدم، وسار في الشوارع حتى اختلط مع الانهار.
حكاية والدي الخمسينية، يبدوا انها تطابقت الى حد كبير مع ما يجري اليوم ولكن بتغيير المسرح، واختلاف انتاجياته، وكثرة شخوصه، ورنانة الاسماء التي تقوم بالعملية!
حتى وصل ان تطابق المثل السائد في ريف الجنوب "عجول وانهدت عالعلف" اي كتلك الماشية التي لم تأكل، وقمت بفك رباطها امام الطعام، لتسرع للأكل بشراهة، وهذا ما حصل فعلا بالنسبة لبعض الساسة الذين استلموا الحكم، لينقضوا على الميزانيات والاموال مثل "عجول وانهدت عالعلف"!
الغريب ان الشعب كذلك الذي يساوم على ماهو ملكه في يد غيره!  فالمسؤول رغم قبعه على اموال غيره، وسرقته لقوت الشعب، وتمادى به الامر ان يتجاوز على الاراضي ليمنحها لغيره، كي لا يغضب من جلبوه على دباباتهم، وكل هذا والشعب يبرر تصرفاتهم، ويذهب ليساومهم على ماهو ملكه، بل راح يقبع تحت تصرفاتهم وسذاجتهم، ورعونية قيادتهم، وسيعود في الانتخابات القادمة، ليعيد نفس الاسماء لكي يستحوذوا على ماتبقى منه! لكنه يستطيع المساومة والدفع؛ لاستعادة ما سرق منه في المرة القادمة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك