حديث شغل العامة والخاصة أخذ مأخذه في المجتمع ،الصغير قبل الكبير يردده ،الحكومة سارقة وسرقونا و من هذا الكلام حمل جمال، لكنهم تناسوا تماماً هم السراق!.
كلنا يتذكر من سرق الدولة ونهب الحكومة إبان حرب الخليج 1991، وكيف شاعت كلمة"الفرهود"،التي لازالت ترن في أذاني، سرقوا ونهبوا كل ممتلكات الدولة، ولم يكتفوا بذلك بل و حرقوا المباني الحكومية وشوهوا المعالم.
قريبة تلك الأيام وليس بعيدة، وتكررت مراراً وعادت كرتها في عام 2003، والسارق نفس السارق، وتكرر المشهد ولم يكن أي رادع و لم تكن أي عبرة من الماضي.
يبدو أنها ليست بجديدة مفردة "الفرهود"،فقد أورثوها من أجدادهم عقب سقوط حكومة رشيد عالي الكيلاني 1941،حينها شاعت وعمت الفوضى والفساد والقتل و التشريد.
تعدى مفهوم السرقة إلى الجهل المركب وعدم الإدراك لدى السراق، حيث عرضت أحد وسائل الإعلام العربية تقرير حول أجواء العراق بعد دخول القوات المحتلة في 2003،بأن امرأة عجوز كانت تحمل شاشة كمبيوتر، وهي كانت تظن أنها شاشة تلفزيون،وعندما علمت أنها ليست تلفزيون رمت الشاشة وكسرتها إلى قطع صغيرة،جهل مركب وسارق أحمق.
والمحزن أن من سرق ونهب وحرق أموال الدولة، لا بنغالي ولا هندي ولا محتل أمريكي ولا طامع أجنبي، من قام بهكذا أفعال دنيئة هم أبناء الوطن للأسف، وهاهم اليوم يعوون كعوي الكلاب أن من سرقنا الحكومة!،ولكن هم السراق ولا يشعرون .
والمحزن أكثر أن من سرق بتلك الفترة اليوم أما موظف في نفس الدائرة،أو مصلح يدعي الإصلاح ، ليغطي على ما اقترف من سحت وحرام.
ما علينا هو أن نضع البصمات في محلها وأن نضع الحلول ،ليس من سرق الحكومة هي الحكومة،وليس من خان الوطن هو الوطن ،بل من خان وسرق الوطن أهل الوطن ،الذين يعاتبون الوطن دون أن يعاتبوا ويحاسبوا أنفسهم الأمارة بالسوء
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha