المقالات

للمرأة حقوق يا ليتها سُلبت !

3513 2017-02-17

عمار جبار الكعبي  المرأة هي ذلك الكيان الرقيق ، الذي خلقه الله ليسد به نقص الرجل ، اختلفت معه في بنيتها الجسمانية والنفسية ، اختلاف تكامل وليس اختلاف تفاضل ، اذ الحياة الانسانية مثلما تحتاج الخشونة فإنها احوج الى الرقة ، والى العاطفة الجياشة اكثر من الجفاف العقلي ، ومن دون هذا الاختلاف والتباين بين الجنسين لم تقم عائلة واحدة على الإطلاق ، اذ كما ينقل ان الله تعالى لم يخلق المرأة من رأس الرجل كي لا تدوس عليه ، ولم يخلقها من قدم الرجل كي لا يدوس عليها هو ، وانما خلقها من أضلاعه ليحبها ويحميها ، ولتكون اقرب اليه حتى من عائلته  المرأة كما اثبتت التجارب لديها قدرة عقلية تفوق العديد من الرجال ، لكنها في نفس الوقت اضعف منه بدنياً ، فكانت القيادة بيده لانه اقدر على حمايتها من مصاعب ومخاطر الحياة ، وليس ليتسلط عليها بعضلاته المفتولة القوية ، فكان هنالك تكامل بينهما حتى في الوظائف التي يؤديانها ، اذ يؤدي الرجل الوظائف التي تمتاز بالصعوبة والمشقة ، التي تحتاج الى جهد بدني وعضلي ، بينما تتولى المرأة الوظائف التي تحتاج الى اهتمام بالتفاصيل ودقة وتركيز تنفيذها ، اذ ليس من المعقول ان ننادي بمساواتهم لنطلب منها ان تؤدي ما يؤديه ، لتحارب او تحمل الأوزان الثقيلة او تتحمل المشاق بحجة حقها في عمل ما يعمله الرجل ، فهذا يحمل في طياته ظلماً كبيراً للمرأة  ينشغل المجتمع الذي تسيره الدعاية المدفوعة الثمن ، بحقوق المرأة وهذا شيء ليس فيه مشكلة بحد ذاته ، ولكن مشكلته انه ينادي بحقوق سطحية ليست جوهرية بالنسبة للمرأة ، او الحقوق التي تجعل منها سلعة رخيصة بيد الرجل ، يشبع بها رغباته لتصنع منها هذه الحقوق التعسفية بحقها لتجعل منها جارية في عصر الجاهلية مع اختلاف الزمان والمكان !  حق العمل حق محفوظ ومكفول للمرأة ، ولكنه بحاجة لتنظيم وتقنين ، ليكون للمرأة ساعات عمل تختلف عن الرجل في ذلك ، كأن يبدأ عملها في الثامنة صباحاً وينتهي في الثانية عشر ظهراً ، كيلا يتم استنزاف طاقتها ، لانها تملك وظيفة اخرى منزلية بعد عودتها ، التاخير في العمل وما يترتب عليه من مشاكل كبيرة وكثيرة ، قد يؤدي الى دمار حياتها وعائلتها ، فبعد عودتها المتأخرة يكون بأنتظارها اعمال البيت المتراكمة ، والأطفال والمطبخ والتنظيف والملابس المتسخة وغيرها من الأمور التي لا تعد ولا تحصى ، التي لو أنيطت بالرجل ليوم واحد لرفع الراية البيضاء جراء عجزه عن ادائها ، لتنهي اليوم منهكة بشكل كامل ، وبشكل متكرر تفقد العلاقة الزوجية بريقها كون المرأة مشغولة عن زوجها بشكل شبه تام ، ليبحث عن راحته خارج المنزل ، وما يترتب على ذلك من إهمال متبادل بين الزوجين قد ينهي علاقتهما بنسبة كبيرة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك