المقالات

الموصل سقطت لكنها تحررت!!

1156 2017-02-21

 

عمار العامري نحن على أعتاب؛ انتهاء حقبة سوداء من تاريخ العراق المعاصر, كانت الاشد ضراوة, تمثلت في سقوط الموصل, والمدن الغربية, عشية العاشر من حزيران عام 2014, على يد عصابات داعش الإرهابية, التي أرادت الفتك بالمنطقة عامة, بعدما تمدد خطرها لأسوار بغداد والمحافظات الاخرى, لولا الفتوى المقدسة للإمام السيستاني, ونهضة الشعب العراقي.    هكذا بدأت القصة, وباتت حلقتها الأخيرة تنتهي, موشحة بشرف المشاركة في فتوى الدفاع المقدس عن الوطن والعقيدة, ومطرزة بدماء الشهداء, وأنين الجرحى, مهما سنكتب عنها نبقى مقصرين, أمام تساؤلات لا يمكن تغافلها, كيف سقطت الموصل؟ من كان السبب في ذلك؟ هل كان المعتصمين ذريعة لدمار العراق, ونهب ثرواته؟ أم هناك خيانة عظمى بين قادة الجيش, وتهاون من قبل الفريق الحكومي.
   حتى لو أسلمنا, كل شيء سيبقى في طي الكتمان, لكن التاريخ لا يسكت عن ذلك لاحقاً, ما دامت هناك إقلام حرة تكتب, فلم تكن هذه المرة الاولى, تسقط فيها الموصل, أنما السادسة عبر التاريخ, ولكل سقوط  أسباب ودوافع؛ خارجية وداخلية, ويبقى سقوط الموصل الاخير, مرتبط ارتباط وثيق باتفاقية اربيل, التي شكلت حكومة 2010, ولم تفي أطرفها بالاتفاق, فكانت هذه النتيجة.
   لابد أن لا يبرر أحد, ويدافع أخر, فتزاحم المصالح, وتدافع الغايات, والسعي خلف تمني البقاء في الحكم, واستحواذ على المواقع, كان السبب الرئيس في ضياع ثلث العراق, رغم الفساد والدمار والفقر والبؤس, والمفخخات اليومية, التي كانت تعصف في بغداد والمدن العراقية, لم توقظ حكام وجنرالات تلك الحقبة من سباتهم, الذي غرقوا فيه, مستعينين بمال السلطة, وماكينة أعلام الدولة, للدفاع عنهم.
   اليوم؛ وقواتنا العراقية, بمساندة الحشد الشعبي والبيشمركة, ضيقوا الخناق على زمر داعش في الجانب الايمن من الموصل, الاخبار تصل عن اصطدامات بين الجماعات المسلحة, وانهيارات في مواقع الصد الاولى لهم, وهروب بالجملة من مواجهة القوات الامنية, كل ذلك دليل على روح التفاني من أجل العراق, هي الدافع لانتصاراتهم, فانهيار خمس فرق عسكرية, والاستيلاء على عدتها بالموصل قبيل سقوطها, لن تتكرر.
   بدء الإعلام المظلل, يحاول الدفاع عن هذه الجهة, ويبري تلك الجهة, ويبعد الشبهات عن ذلك السياسي, ويغلط الأوراق على الشارع, حتى يوهم العامة, بأن هناك أسباب مفترضة, تقف خلف جريمة سقوط الموصل, كما فعل الإعلام الأموي في محاولة أبعاد التهم عن يزيد أبن معاوية, بأحداث واقعة الطف, عام 61هــ, ولكن الإعلام بعد أكثر من 1300 عام, لن يصمد أمام الحقائق.
   الموصل سقطت, لكنها تحررت, بفضل فتوى الإمام السيستاني, هكذا سيكتب التاريخ, من خلال الأقلام الموضوعية النزيه, سيدونون الأسباب الحقيقية الكامنة؛ في هوس السلطة, والانفراد بالمناصب, والتشكيك في كل الشركاء, وسيطرة مافيات الفساد على المؤسسات العسكرية في الدفاع والداخلية, والهيمنة على المال والإعلام, كانت تقف خلف ختانة سقوط الموصل, ودمار العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك