عباس الكتبي
الرب الذي لا ينفع ولا يضر،لا خير في طاعته وعبادته
يحكى:ان الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري ذهب ذات يوم ليقدم مراسيم الطاعة لصنمه،وبينما هو كذلك وجد ثعلبا متسلق على رأس الصنم وقد بال عليه،فوقف متعجباً،ساخراً،مما حدث وانشد قائلا:
رب يبول الثعلبان برأسه..لقد ذل من بالت عليه الثعالب.
فلو كان ربا كان يمنع نفسه..فلا خير في رب نأته المطالب.
برئت من الأصنام في الأرض كلها..وآمنت بالله الذي هوغالب.
الله تبارك وتعالى،خلق الإنسان وأوجده،وسخّر له كل شيء في هذا الوجود،فتفضّل ومنّ عليه بالنعم الكثيرة التي لا تحصى،ورغم كل هذا، وعد الإنسان ان آمن به وأتقاه واطاعه،جنات تجري من تحتها الأنهار، وفيها كل الثمرات،والقصور،والحور العين،وأنهار من لبن وخمر، وما لا عين رأت،ولا اذن سمعت، ووعد عباده أن يفتح باب البركات عليهم من السماء والأرض بالدنيا،ان هم آمنوا واتقوا.
بالمقابل جعل العقاب لمن عصى وطغى،عملاً بقانون الجزاء للثواب والعقاب،الذي سنّه البارئ سبحانه وتعالى وألزم نفسه به،وأقرته العقول،وعملت به كل الحكومات والقوانين السماوية والأرضية.
الشعب العراقي،الصابر الأبي،ضحى بالغالي والنفيس،من أجل أن تحكمه حكومة تلبّي طموحه،وتعوضه عن الحرمان،الذي فقده طوال عقود من الزمن،فخرج في كل الانتخابات التي مضت،برجاله ونسائه،بشيوخه وشبابه،متحدّين الإرهابيين والبعثيين، من أجل انتخاب مجلس نواب،يأتيهم بحكومة توفر لهم الإستقرار والأمن والأمان،والعيش الرغيد.
بل ان الشعب العراقي الصابر،لبّى نداء المرجعية بفتوى الجهاد،وخرجت الناس الى الشوارع بالملايين، مستجيبة لحماية الوطن من خطر الإرهاب، واعطوا المئات من الشهداء،وأنتم السياسيون باقون في مناصبكم، وجالسون في كراسيّكم،فما الذي قدمتموه لهذا الشعب؟!وبماذا جازيتموه؟!فهلّا عملتم بقانون الجزاء في الثواب والعقاب؟!
كان المفترض على السياسيين، ان يجازوا هذا الشعب بالثواب على طاعته،وفق قانون الجزاء،لكنكم ايها السياسيون الأوغاد،رددتم على الأحسان بالعقاب،فقدمتم للشعب العراقي المفخخات لتقطيع أوصالهم، والإرهاب يذبح بهم،ويسبي نسائهم، ويهتك أعراضهم،لم تعطوهم أبسط متطلبات الحياة من المسكن،والكهرباء،والماء الصالح للشرب،والخدمات الاخرى،كالوظائف،و توفير فرص العمل لهم، في حين انتم وأبنائكم مترفون بسرقة أموالهم،وتسكنون في قصورهم،ولا كأن هذا الشعب الذي قام بهذه التضحيات الكبيرة، موجود على الأرض،والقائمة تطول بأفعالكم الشنيعة والمخزية.
ذلك الصنم الذي بال على رأسه الثعلب، هو أفضل وأطهر منكم،على الأقل انه حجارة لا تضر ولا تنفع، وأنتم أيها المسؤولون الفاسدون ليس لم تنفعونا فقط،بل الحقتم الضرر بنا!!
أين أجد ذلك الثعلب ليبول على رؤوسكم؟ لكي ينتبه الشعب العراقي من غفلته،ويصحو من سكرته،فعلى كل ناخب عراقي،إذا جاءت الإنتخابات أن يصحب معه ثعلب ليبول على كلّ مسؤول فاسد،كان سبب في دمار وخراب العراق،وقتل أبنائه!!
https://telegram.me/buratha