قيس العسكري
يرى بعض الخبراء ان اقتصاد المملكة المتحدة يمثل 15% من حجم اقتصاد الاتحاد الأوروبي، ويُشكل عدد السكان 12% من عدد سكان الاتحاد الأوربي، وبذلك يكون الاقتصاد البريطاني قد فقد سوقاً يُشكل 5 أضعاف السوق البريطاني بما سيؤدي إلى خمول كبير في أسواق المملكة المتحدة، ويكون الاتحاد الأوربي قد فقد قرابة 20% من سوقه تقريباً، مما سيؤدي أيضاً إلى كساد ملحوظ في سوق الاتحاد الاوربي، وقد تتبوأ المملكة المتحدة المقاعد الخلفية في قاطرة الاقتصاد.
كان للنتائج الأولية للبريكست انعكاساً سلبياً على الجنيه الإسترليني الذي تراجع إلى أدنى مستوياته أمام الدولار منذ ثمانينات القرن المنصرم، فيما هوى الجنيه أكثر من 14% أمام العملة الين الياباني، كما ان مواطني بريطانيا سيفقدون كثيراً من الوظائف.
من جانبها ستفقد بريطانيا امتيازات أوروبية وروسية جمة، من سلبها لحرية نقل البضائع والافراد، الى فرض الضرائب والجمارك وعلى المنتجات البريطانية المصدرة لأوربا وروسيا، وسوف تقوم أكثر البنوك الأجنبية العاملة في بريطانيا بالتفكير في نقل فروعها من بريطانيا الى دول الاتحاد الأوربي وبالأخص لوكسمبرغ وسويسرا.
أما كبرى شركات العالم فسوف تفكر جدياً بنقل مقراتها من بريطانيا الى أحد دول الأعضاء في الاتحاد الأوربي، وذلك لأن عدد الشعوب الأوربية أكثر بكثير من شعب بريطانيا مجتمعين، أما الاستثمارات؛ فستكون دبي وسنغافورة والصين وروسيا بديلاً للمملكة المتحدة.
وفق تقديرات بعض الخبراء فإن مؤسسات دولية مؤثرة كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية للتجارة الدولية، كانت تحذر البريطانيين من البريكست كونها عملية سياسية قانونية معقدة ذات تداعيات خطيرة.
كما أكد خبراء الاقتصاد أن تداعيات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي كبيرة، وسيكون للمملكة المتحدة حصة الأسد في تلك التداعيات.
أما تبعات الانفصال على الاتحاد الأوربي؛ فعلى الصعيد السياسي في اوروبا سيتوالى انهيار الولاءات التقليدية وربما هيمنة نظام الحزبين لصالح اليمين المتطرف، وقد تتوالى محاولات الانفصال عن الاتحاد بما يفاقم الأزمة وقد تنتهي هذه الحركات إلى كوارث لا يحمد عقباها!
كما يتوقع ان تحصل انهيارات اقتصادية في دول اوربية كاليونان واسبانيا وايطاليا وأوكرانيا، وقد بين أحد خبراء الإقتصاد الدولي أن البورصات الأوروبية في اليوم الأول من التصويت على الانفصال تراجعت بشكل كبير على ضوء نتيجة الإستفتاء مشيرا إلى أن بورصات بعض الدول الأوربية بدأت على تراجع يفوق 7 و8 بالمائة على غرار بورصة فيينا التي فتحت على تراجع ب10 بالمائة.
https://telegram.me/buratha
