المقالات

من الدوحة الى جنيف رحلة إفلاس سياسي

2238 2017-02-22

ثامر الحجامي

عقد ساسة السنة, آخر مؤتمر لهم في الدوحة, في أيلول عام 2015, ضم في حينه, شخصيات بعثية وفصائل مسلحة, وأخرى خارج العملية السياسية, بل ومعادية لها, وبعد مرور أكثر من سنة ونصف, يعود هؤلاء السياسيون, لعقد مؤتمر لهم, في العاصمة السويسرية جنيف .

     وعلى ما يبدو, إن مؤتمر الدوحة, لم يكن كافيا لجلب الأضواء والأموال والدعم الخارجي, لمشروع المجتمعين, فكان لابد من الذهاب, حيث البريق الإعلامي, واستجداء الدعم الدولي, وإعطاء هذا المؤتمر هالة إعلامية, على غرار اجتماعات المعارضة السورية, التي لم تحصل من اجتماعاتها, خلال هذه السنيين, غير خراب بلدهم, وتحويله الى ركام, فما الذي سيحصل عليه سياسيو السنة, حتى لو جعلوا اجتماعاتهم, فوق سطح المريخ ؟!.

      لم يقدم هؤلاء الساسة, بعد اجتماعهم في الدوحة, شيئا يذكر الى أبناء بلدهم, فأرضهم كانت مستباحة وشعبهم مهجر, في اصقاع الأرض, يعاني الجوع والحرمان والتهجير, على أيدي زمر الإرهاب, التي كان بعضهم شريكا وممولا لها, والبعض الآخر بوقا يتغنى بها, ويعتبرها المنقذ من اجل الخلاص, من الحكم الصفوي, رغم إنهم شركاء في هذا الحكم, ويتقلدون أعلى المناصب السيادية, لكن ما يعنيهم هو مقدار الأموال, التي تدخل خزائنهم, ولو كان على حساب, أبناء جلدتهم ووطنهم .

     واليوم وقد شارفت الحرب, أن تضع أوزارها, بتحرير مدينة الموصل, آخر معاقل الإرهاب, وفشل كل المؤامرات الهادفة, الى تمزيق وحدة البلد, التي أحبطها رجال غياري, قدموا دمائهم من اجل وحدة بلدهم, والدفاع عن أرضه وشعبه, من الشمال الى الجنوب, عاد هؤلاء من جديد, ليتباكون بدموع التماسيح, على وطن بدأ يتعافى, وشعب بدأ يستعيد حريته المسلوبة, مستنجدين بالأجنبي والدول الداعمة للإرهاب, من اجل أن يكون لهم دور, في عراق ما بعد داعش, وهاجسهم الخوف من أن تلفظهم صناديق الانتخابات, وتطردهم الجماهير التي اختارتهم سابقا.

     لا نستغرب من هؤلاء الساسة, أن تكون مؤتمراتهم, برعاية سعودية أو أمريكية أو منظمات أوربية, فهم لطالما كانوا بعيدين, عن وطنهم وعن معاناة شعبهم, رهنوا أنفسهم للخارج, ولاشك إن تغيير الإدارة الأمريكية, جعل هؤلاء القوم, يسارعون لتجديد فروض الطاعة, وان كان شعار المؤتمر, هو الدعوة الى إعادة إعمار المدن المحررة, والعملية السياسية ما بعد داعش, فكان الأولى بهم, عقد هذا المؤتمر, في بلدهم ووسط أهلهم .

      أن البحث عن مصلحة العراق, لا يكون في اجتماعات, تعقد في الغرف المظلمة, أو البحث عن الأضواء الإعلامية الكاذبة, بل بوضع اليد مع شركاء هذا الوطن, الذي بذلوا دمائهم من اجل تحريره, وإيجاد الحلول لرفع المعاناة عنه, عن طريق الحوار الهادئ والبناء, وليس الاستقواء بالخارج, والتمسك بعباءة شيوخ الخليج, أو لعق حذاء ديفيد بترايوس .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك