قيس المهندس
رجلٌ قادمٌ من عمق التأريخ، كان انسانا بدائياً من فصيلة النيادرتال ثم تطور تدريجياً حتى أصبح من رواد الفضاء في العصر السومري، سافر عبر الفضاء ليسبر أعماق المجرات، دخل الى مركز الشمس لكنه لم يحترق، وتجول على سطوح الكواكب الباردة البعيدة عن الشمس لكنه لم يتجمد!
قد يكون في حديثي هذا بعض المبالغة، لكنها ليست بقدر مبالغات كاظم فنجان الحمامي وزير النقل في حكومة العبادي 2017!
لننظر ماذا يقول الحمامي عن حضارة سومر:
يقول الحمامي (لقد أظهرت الأدلة على أن سكان جنوب العراق قد أحرزوا تقدما علمياً مذهلا يفوق في بعض مظاهره التقدم الذي نعيشه اليوم، لعلهم عرفوا استعمال الطائرات والمركبات الفضائية، وربما عرفوا الحواسيب والرادارات وأجهزة الاتصالات اللاسلكية والأسلحة الفتاكة، وعرفوا الهندسة الجينية، والهندسة المعمارية، لكنها طمست كلها تحت تراكمات الأطيان والأوحال والرسوبيات، التي طمرتها تحت الأنقاض، ودفنتها في أعماق الأرض، بينما تكفلت الفيضانات العارمة بتجريف المدن الكبيرة، والتلاعب بملامح الخارطة الجيولوجية على مدى القرون السحيقة، ولم نعد نعرف عنها شيئاً، بيد أن الأيام تفاجئنا بين الفينة والأخرى، بإشارة قوية تكشف عن جهلنا بتاريخ كوكب الأرض، وأننا لا نعرف إلا النزر اليسير عن التقدم الذي أحرزه أجدادنا في الحقبة السومرية)
لم يعد من الغريب ما تحدث به الحمامي عن انه ساعد نبي الله نوح في بناء سفينته! بل ان ذلك يوصلنا الى كذبة كبيرة تفوه بها الحمامي حينما قال بأنه سوف ينجز نفقا ذو "16 سايد" يمتد من البصرة الى اوربا! إذ يبدو ان ذلك النفق هو نفق أثري انشأه السومريون ويريد الحمامي نسبته الى نفسه، ووضعه ضمن منجزات وزارة النقل في حكومة العبادي!
أما بشأن تصريح الحمامي عن سفن الصيد البصراوية كانت تزاول عملها في سبعينيات القرن المنصرم في جزر الكناري! فهو الآخر غير مستغرب، سيما إذا ما تدبرنا في المثل المستحدث القائل "ما يحلى الصيد الا بالكناري" ولا اشكال في كون المثل مستحدثاً فقد تكون له جذوراً سومرية، فالبحر ذات البحر والسفن ذات السفن والكناري ذات الكناري، وكاظم فنجان الحمامي ذاته من سومر الى حكومة العبادي!
يا ترى من اين أتى الحمامي بتلك الخيالات التي ما انزل الله بها من سلطان؟! يبدو لنا ان السنين التي قضاها بحاراً في البحر المغشوش هي التي الهمته تلك الخيالات، ماذا البحر المغشوش؟! عذراً ليس البحر مغشوشاً، المغشوش هو ما كان يحتسيه الحمامي وهو يقود السفن البحرية!
ختاماً نذكّر بالمثل الآخر المستحدث والذي يقول: حينما يثمل الرجال يثمل الخيال! واعتذر من سيادة الوزير المبجل كاظم فنجان الحمامي، واذكّره بما أشار اليه في احدى لقاءاته التلفزيونية، بأنه من الكِتّاب المشاكسين، وان الكاتب ينبغي ان يكون مشاكساً "مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علي"
من هذا المنطلق والمقولة الحكيمة للوزير الحمامي كتبنا مقالنا هذا، وارجو ان لا يؤاخذنا عليه عرفاناً بمشاكستنا، والا يكون مصداقا للمثل القائل: يعلمون الناس وينسون أنفسهم!
https://telegram.me/buratha